Tuesday, December 30, 2008

لن يدمّروا البحرَ ..


لدي الكثير لأقوله، ولكن لا أدري ان كانت فترة الامتحانات هذه مبرمجة على أن تكونَ مع اجتياح غزة هذه الأيام ، حقيقة لا أدري ، رغم أني أحاول دائما " شلبكة " كل شيء في كل شيء ، هذا ما تقتضيه الحاجة ، فكل شيء بات واحد ، وكل شيء يؤدي الى كل شيء ..

غزّتي ،
تنتظرين مني أن أقول كلاماً أفضل من هذا .. ولكن قلبي الذي ما عاد يحملني لم يعدْ يقذف الا بكلماتٍ أحاولُ كبتها لا أكثر ، أخوتي الذين هنالك يرحلون واحداً تلو الآخر ، لستُ أستخدمُ مجازاً ..هم يرحلون حقيقةً .. أحاولُ التنفس بهدوء ، شهيق.. وأنسى أن أزفر ..ليست محاولات للخلاص من أمر مرجح الحدوث ، انما هي دفقات أخرى تجتاحني سيّما وليس بمقدوري غير أن أخرجها ، كتبي المدرسية ما عدتُ أطيق مسّها ، كيف باستطاعتي ذلك وقد بات حبرها الاسود يسيل هنالك في الشوارع باحمرار ..

اشتدي أزمة تنفرجي ..
حصل ابدال في مكان ما من الكلمة الأخير .. " تنفجري"..

ما من شيء سأقوله قادر على أن يحرّك شيئاً ، فالذين يقرؤون ما نكتبه ، هم أكثر الناس تحرّكاً ، والشعوب ليست نائمة لتوقَظ كما كنّا نظن ، فالكل قد أصابه الأرق ليلة تلو أخرى ، ولا أحد صامت كما كنا كذلك نخال ، فاغلب انسانيي هذه الكرة ، يشعرون بما يجب أن يشعرَ به أي انسان يرى ويشاهد ما يحصل ... الأمر إذن أصبح أكثر تعقيداً فمن مهمة إيقاظ شعوب مثلنا مثلها ولربما لديها من السذاجة قسط وفير ، الى مهمة موجعة أكثر ، الشعوب ليستْ غايتنا ، أو لنكن أكثر دقة لسنا نحن أنفسنا الغاية من الاثارة والايقاظ ، وأولئك الذين حملوا مغبة هذه الحملة هم من يحتاجون الي أن تطبّق عليهم ، أولئك الذين يتحامقون بعباراتهم اللاتطبيقية هنا وهنالك ، يعشقون سين التسويف حد الوله ، أنا لا أكره الحروف بقدر كوني أكره حقيقة أنها "
لا محل لها من الاعراب " .. أو فلأقل لا محلّ لقائليها من الاعراب .. وسنعرب نحن الجملة الأولى وسنتم الأخيرة ، ولن نذكرهم ،.. وغزة كذلك قد تبرأت منهم ، ولا قممهم ولا هرطقاتهم الطفيلية ستغيّر شيئاً ، ومصر أم الدنيا ستظل أمَّ الدنيا ، فهي تعاني مما نعانيه من خفوت صوت أصحاب القامات الطويلة ، الذين يعشقون لف الرجاء الصالح كي يصلوا مبتغاهم ، المعبر لديهم والمفتاح بيدهم ونراهم يبحثون عن المفتاح الاضافي في مخازن الدولة العثمانية ولربما في قصر أتاتورك ذاته ، بربكم ماذا ستفعل تركيا تلك ؟؟ .. ولكن مصر ثائرة .. نعم كما غزة ثائرة ، مصر ثائرة ، وطننا ثائر ، فالارض في مخاض دائم حتى تخرج من أديمها من سيحمل الصخرة التي أوجعتنا ويزيحها بعيداً ..

غزة ،..هنالك طريق طويلة رائعة تخترق المباني والناس حتى تصل البحر "
رأيتها اليوم في التغطية الساعيّة للأحداث .. الغريب أني لم أنتبه لطائرات الاستطلاع التي كانت القصد من تصوير هذا المشهد " ، في بالي فكرة طفولية \\ أتمنى لو بمقدرتي الجري هنالك حتى البحر \\ من قلب غزة الى البحر ..أبتسم تلقائيا على صدى هذه الفكرة ..
ممممم
اذن لن يدمروا البحر.. !!!


Sunday, December 28, 2008

Tuesday, December 23, 2008

فضفضة مجرّدة


هل يتحتم على كل فلسطيني في الضفة أن يرمي جزءاً منه هنالك في غزة حتى يعيش المأساة ، حتى يدرك الكم الكبير من اللاحياة القابع هنالك في انتظار أدنى خطوة ممكنة حتى لو كانت حركة خفيفة يديرها شخص ما في نهاية سهرته الهوليودية يمسك بـ " الروموت كنترول " يحركه على محطة فضائية\\ ربحية بلا شك\\ ليرى كم نحن نعاني هنالك ..يبتسم في قرارة نفسه وينظر الى مسبحته الثمنية التي جلبها أحد اصدقائه من الحج ،ويقولها بجشع :
" قوم كفرة .. سمعتُ أحدهم اليوم يقول بأنه قد كفر بكل شيء الا بغزة والليل .."
قد يكون الجوعُ كافرٌ ، ولكن الشبعَ أشدُّ كفراً ، والأرواح العطشى تعيش لتروي ظمأها ، أما الظمآنة من وِرْدِ غيرها فتلك ستظل تشرب وتشرب حتى تنتفخ وبدبوس تنفجر وتملأ الأرجاء " استعارة مكنيّة .. وقد يعترض البالون "
أحيانا كثيرة أنسى هذه الخطوة الصغيرة الوحيدة ،.. فأصحو فزعة لأستكشف هل متُّ أم لا ، أو انام بقلق على أني لست بذي الأهمية كي يبثوا خبر وفاتي علناً ،.. على كل عندما سأموت سأعلم ذلك ولو بعد حين..
لا أدري لماذا اكتب الآن ؟
ومن سيقرؤني حتى ؟
وهل ما فيّ قادر على الخروج مني ؟

كل ما أدريه في هذه اللحظة أنه رغم كون دمعتي عزيزة عليّ ، رغم ذلك كله الا انها غالبا ما تخرج بسرعة أحيانا أبكي قبل أن أشعرَبسبب البكاء ومن ثم رويداً رويداً أدرك لماذا بكيت ..مم ..قد يكون السبب هو ان الغدد الدمعيّة تستجيب لايقاع خفقان قلبي قبل استجابة مناطق التعلم والادراك في مخي \\ سأخرج عن صلب الموضوع لا علاقة لأحد بذلك\\ ..وليس السبب بطبيعة الحال ما قلته سابقا في كوني معنيّة بقوة على أن تبقى بصيرتي متفتحة وأن لا يحول حجز دمعتي بيني وبينها ..

نصيحة لمن ينام ويشخر ويصحو وكأنه اقترف ذنباً
عليك أن تتنفسَ غزة فحسب ، ريحُها طيبٌ..

Wednesday, December 17, 2008

(لأجلكِ جولانَنَا الطيّبة (2

لسنا هنا لكي نعترف بذنب اقترفناه أو بذنبِ قد اقترفنا ،..فالاعترافات وان جاءتْ مبكرة ما هي إلا تقمص لدورِ صعب على مثلنا أن يعيشه !!
لأن أولئك الذين يعترفون بذنوبهم أو بذنوب غيرهم غالبا ما لا يكفرون عن هذا الذنب بدعوى أن الاعتراف كفيل بالتكفير وبمحوِ أي وصمة عارٍ قد وُصِموا بها جراء ذنبهم هذا ، نحن نختلف ونتشابه كثيراً ، ولسنا نملك الضعف لكي نعترف ، نعلم بأن بوسعنا فعل ما هو أكبر بكثير من اعتلاء شاشات التلفزة و تضييق الخناق على الناس حتى في تلك الأوقات التي يبغون فيها الاستجمام لا أكثر ، يعيدون الاسطوانة ذاتها على المسامع ذاتها مع اختلاف طفيف في أن تلك المسامع قد باتت أكثر تحجّرا لإيقانها بأن الاسطوانة قد تلفت ولم تجدْ من يرقص على أنغامها ..
"نحن" \\ وأنا أقصد بقوة ضمير المتكلم الجمع، لا لعشقي الطفولي له ؛ ولكن لحاجتنا الماسة لقول كلمة جماعيّة تخرج من أفواهنا إلى آذاننا مباشرة\\ بمقدورنا المضيّ قدمنا وسرد نوادر السنين الخوالي على أنها هفواتٌ لا أكثر ، لم نكنْ أقوياء ( علينا أن ندرك ذلك) لم نكن كذلك ، إدراكنا لهذا بوسعه أن يجعلنا نقوى ونقوى ونسترد بقوة ما أخذ منا في لحظة ضعف ..
يقولون بأن هذه الذكرى كفيلة بأن تعيد الجولان إلى الساحة بين سنةٍ وأخرى لنعد كم دفعت لقاء ضعفنا وهواننا وكم بقي عليها أن تعاني حتى نستفيق على حقيقة انه ما من شيء قد تبقى لنا ،.. القضيّة ليستْ سوريَّة فحسبْ ولن تكون كذلك ،.. فالأمر الذي يجعلني أرى من فلسطين كل ربعٍ ينطق الفصحى هو ذاته الذي يؤكد لي على حقي في ثرى الجولان ، تعداد الحقوق لن يجدي نفعا ، سيما وأنّا سرعان ما نركن إلى زاوية عندما ندرك حجم المسؤوليات الموكلة إلينا سواء أكانت خاصتنا أصلا أمْ كانت لآخرين أعلنوا فشلهم ، أو لآخرين لم يعلنوا ذلك وبقوا يستمتعون بالمدح على حساب شيء لم يفعلوه ولن يكون لأمثالهم المقدرة على فعله ..
عندما كنت صغيرة وكانت تترد " الجولان " على مسامعي كثيرا ، لم أكنْ أعي ماهيتها ورغم حبي الطفولي للاكتشاف فقد آثرت في تلك المراحل أن تظل المفردة تحمل شيئاً ما خفيّاً ، لا يجدر بالجميع معرفته ، عندما كبرتُ و وُلِدتُ ثانيةً ، اكتشفتُ بأن ما من شيء قد تغيّر ، فالجولان ورغم اطلاعي الواسع عليها ، إلا أنها لا تزال تحمل ذلك الشيء الخفي ، ولا تزال محرّمة على كثيرين ، والقوة هي الشيء الوحيد الكفيل بفتح الستار ومعرفة مكنونها ،..
لا أجيد الحديث في السياسة \\ أعلم قلت ذلك مراراً\\ و لا أجيد كذلك استثارة الهمم ، فكلٌّ يستثير هممه الذاتية بنفسه ، وان الهمم المستثارة خارجيا أعدها مجاملة لا تليق بمحضر الثرى .. وأعلم أيضاً بأني سأكون كما الذين سبقوني وكما الذين أنعتهم "بقاتلي الكلمات"أولئك الذين يقتلونها عندما يبقونها حبيسة الأوراق ولا تخرج للعيان إلا لتُقرأَ ، في حين نحن بحاجتها لتطبّق على أرض الواقع ، فالكلمة تُقال للفعل ..لا الفعلُ يُقال للكلمة .. ولستُ كذلك أخرج عن لب الموضوع كالعادة ، فكل شيء بات متشابكا والفصل هو الضياعُ بعينه ، فالحديث عن المفقود يستوجب علينا أن نتحدّث عن سبب الفقدان ..

سأظل في القرب كذلك ..>>>>>

Tuesday, December 16, 2008

(لأجلكِ جولانَنَا الطيّبة(1

عندما تحمل المساحات ما هو أكبر بكثير من محتوياتها المجرّدة ، تحتضن آمالاً متجددة ومتأصلة منذ القدم لترسل بين الفينة والأخرى بعضاً مما تختزنه ليمدَّنا بشيء ما قادرٍ على جعلنا .." نستمر" .. نستمر فقط لأن في استمرارنا حياة أخرى لمن قد حُكِمَ عليه بالموت أمام أطفاله الذين يحملقون بالجلاد وكأنه محض شبحٍ يتهاوى ساقطا وقائما .. هم موقنون بأن لا الجلاد ولا الحكم بقادرين على جعلهم يعيشون مرارة الفقدان ..وأن الفقدان هذا ما هو الا قوة أخرى تحثنا على الــتمسُّكِ بما تبقى ،و قضم الــثرى لاستشعار عمق الاندماج الكلي بين روحيْن حرتيْن ، روحنا وروح الثرى النابض بـالـبقاء..
وضمن فعاليات أسبوع التدوين لأجل الـجولان ، ولان قوميتنا تستوجب علينا أن نكتب لأجل الوطن الممتد محيطا فالخليج ، ارتأيت بأنَّ مفردة الـجولان هذه إن جاءتْ في كتابات من سيكتبون فهي ستعني بطبيعة الحال القوميّ هذا كلَّ أرض وأي أرض لا تزال تعايش اندماجا ما بين المفردات ، هنا ،..هناك ..من مكانك الذي تقرؤنا .. اعلمْ بأنَّ ما من شيءٍ قادرٍ على جعلنا نؤمن بما لا نؤمن به ..

سأكون في القرب
<<<

Saturday, December 13, 2008

learn how to smile

" حنين "

تعلَّمْ كيف تبتسم

___________________________________________________________
*لأولئك الذين لا يتسنى لهم محادثتي عبر المحادثة الفورية ليلحظوها هنالك..
* لأولئك الذين تنسيهم زيارة طبيب الاسنان الابتسامَ بعمق..

Monday, December 8, 2008

كم كانَ عاماً


(( ع العافية مرة تانية))(1)

يقولون بأنَّ أروع شيءٍ فيما نتعلّمه هو قدرتنا على احصائه ، واسترجاع الذاكرة بطريقة سلسة سهلة كشريط مصوّر على يدِ مصورٍ متمرّسٍ ، في هذه اللحظة(2) ، أنا ممتنة للغاية للأقدار التي لطالما تجمعني مع أنتي السفلى (3) ، لأكتشف كم أضعتُ أوقاتاً طويلةً أعاني من غباءٍ مزمنٍ تارةً ، ومن حجزٍ لعقلي في التفكير بأشياءَ وتفاصيل قد لا تفيد ، ولكنها كذلك لا تضرّ ، آمنتُ بكونها كذلك حتى بتُّ مدمنة على احصاءِ الخسائر ..

((وأنتم بخيرٍ
))

ظلَّتْ هذه الكلمة تحزُّ وتحزُّ " عن أيِّ خيرٍ يتحدثون ؟..تراهم ينتظرون ما هو أعظم بكثير كي يوقنوا أخيراً بأنّا وصلنا للحافة وابتسامَتَنا ؟؟" . .. لحظات ..هي لحظات فقط تلك التي جعلتني أعي فعلاً ما وجب علي وعيُّه منذ أمد .. كثيرون هم من حاولوا جعلي كذلك ، أوقن كم هي الهاوية ضحلة ، ..لم أصعدْ كثيراً حتى أصلْ الى هاوية بحق ..لا يزال في الامكان التسلّح بأشياء تقويني كي أصعد ولا ألاقِ أيَّ هاويةٍ .. ورغم كوني لا أزال في أسفل ، أسفل المنحدر وخطواتي بطيئة حتى لأكاد أخالني لا أبارح مكاني ..الا أني كذلك سأقولها بعمقٍ وبقوّةِ أكبر
..

صديقتي *
I looked inside my heart
And I am not afraid of what I'm

صديقتي **
الكعك لذيذ والشوكلاطة كذلك ..

و

Im just sorry ..coz I wasn’t me .i wasn’t .. but now .. every thing goes will ..will as our Eid

وكل عام وأنتم بخير ... بخير .
وكل توجيهي ونحن " نحن"..

_____________________________________________
1 أقصد بما تعلمته هو ما تعلمته اليوم اليوم فقط ،.. كم كان عاماً..
2
تلك اللحظة التي أكتب فيها..
3 صدقاً ، أنتي العُليا تفوز كثير وهذا انجاز..

Sunday, December 7, 2008

دائِمُ الخضْرة ..2

قد، لا أكون قويَّةً كفاية كي أصل إلي هناك ، ولكن كلِّي ثقة من أني سأبقى أحثُّ المسير ، إلى أن يُلامسَ خديَ الثرى ..
وقد أيضا ، أصل إلى هناك و لا أجد غير نقطة تلمع ، لا تفعل شيئاً أكثر من كونها كذلك ، أجسادٌ هنا وهنالك تستجدي دفءَ هذي النقطة..

ملاحظة لضعيفي اللغة\\
ع العافية
قد المذكورة أعلاه ، هي قد التشكيك...لا قد التحقيق طبعاً ..

Thursday, December 4, 2008

رمْلٌ وَزبَد



يقول في اهدائه:

" الى التي تحدق الى الشمس بأجفان جامدة ، وتقبض على النار بأصابع غير مرتعشة ، وتسمع نغمة الروح ((الكلي )) من وراء ضجيج العميان وصراخهم الى

M.E.H

أرفع هذا الكتاب "


ولم ننتهِ من اهدائه بعد :

" أنا متطرف ..(( وأنا كذلك )) ..؛ لأن من يعتدل باظهار الحق يبيِّن نصفَ الحقِّ ، ويبقِي نصفه الآخر محجوباً وراء خوفِه من ظنون الناس وتقولاتهم "


****

"ليس الفضاءُ فضاءاً بين الأرض والشمس لمن ينظر اليه من نوافذ المجرّة "

" ليستْ قيمة الانسان بما يبلغُ اليهِ .. بلْ بما يتوقُ للبلوغِ اليه "

" بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق

فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصما

ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى"

" أعطني أذناً ، أعطِكَ صوتاً "

" العقل اسفنجة ، والقلبُ جدولٌ"

" ليست حقيقة الانسان في ما يظهره لكَ ، بل بما لا يستطيع أن يظهرَه ؛ لذلك اذا أردتَ أن تعرفه ، فلا تصغِ الى ما يقوله ، بل الى ما لا يقوله "

"يجب أن تعرفَ الحقيقةَ أبداً ، وتقولها بعضَ المرًّات "

" الحقيقي فينا صامت والاكتسابي ثرثار "

***

" اذا قال الشتاء :(( انَّ الربيعَ في قلبي )) ، فمن ذا يصدِّقُ الشتاء ؟"

" المحبة التي لا تنبع في كل يوم ، تموت كل يوم"

***

" يحتاج الحقُّ الى رجليْن : واحدٍ لينطقَ به ، وآخرَ ليفهمَه "

" مع أنَّ أمواج الالفاظ تغمرنا أبداً ، فان عمقنا صامتُ أبداً"

" ما أنبل القلبَ الحزين ، الذي لا يمنعهُ حزنه عن أن ينشدَ أغنيةً مع القلوب الفرحة "

" الأشجار أشعار تكتبها الارض على السماء .. ونحن نقطعها ونصنع الورق منها لندوِّن فيه فراغنا وبلادتنا "

" الأنشودة الكامنة في صمت الأم تترد على شفتيَّ طفلها "

"ليس هذا بالسجن الرديء على كلٍّ ، ولكنني لا أحب هذا الجدار الذي يفصلني عن السجين في الغرفة الثانية "

" اذا كان قلبك بركاناً فكيف تتوقع أن تزهو الأزهار في يديك "

" الحر هو الذي يحمل اثقال العبد المقيد بصبر وشكر "

" ليس اللؤلؤ سوى رأي البحر في الصدف

وليس الماس سوى رأي الزمن في الفحم

الشهرة شبح الهوى الواقف في النور

الجذر زهرة تحتقر الشهرة "


***

" لا يمدحني ولا يصغّرني الا الذين فوقي

ولكن ما لم يمدحني ولم يصغرني أحد قط ، فأنا اذن لست فوق أحد

قولك انك لا تفهمني مديح لا استحقه أنا ، واهانة لا تستحقها أنت "


"ما أعمى الذي يعطيكَ من جيبه ليأخذَ من قلبِكَ"



جبران خليل جبران من كتاب ((رملٌ وزبدٌ ))

Saturday, November 22, 2008

لمحتوا شي بالسّما ..2؟


22\11\2008
3:59
تماماً من أمام ابتساماتٍ شتّى ..
مذهولة
وكأنها للمرّة الأولى


Friday, November 21, 2008

حارتنا 2 ..

هنا ،.. في حارتنا تعتاد آذاننا على ذلك الايقاع الذي يتكرّر بين الفينة والأخرى ..كلما جاءت تلك المطحنة المتنقلة .. لتطحن ما في حوزة الجدّات من قمحٍ ..قد يكنّ لا ينتبهن الى وجود فائض من قمح غير مطحونٍ الا في تلك اللحظات التي يسمعن فيها صوت ذلك " التركتور " .. لتفطن احداهن لتلك الحقيقة معلمة الأخريات بضرورة انتهاء الجلسة التي كنّ بصددها ..

- والله مليح عنا شويّة كمحات خلينا نطحنهن
قد يكون هذا التفصيل غائباً عن كثيرين منا ممن لا يأبهون بوجود قمحٍ غير مطحون أو عدمه ..ولكن تبيت الحاجة في غيابها أشدّ الحاحاً ، ليرقب الجميع المطحنة تطن في الأرجاء وفي السماء ترتسم صورة لذاتنا الأخرى التي تلملم ما تبقى من القمحات في البيادر..


ولغزة نقول اليوم ...
عندما تفرغ أكياس الطحين يصبح البدر رغيفا في عيوني

وفي يديّ حفنة قمحٍ آهٍ لو بمقدرتي ايصالها

Thursday, October 30, 2008

1..دائمُ الخُضْرَةِ


لنْ آبَهَ عندما سأكبُّ في المحيط
يكفيني حينها بأني وصلتُ البحرَ

Saturday, October 18, 2008

نقاش ديمقراطي ..الجزء الثالث

(1)

Geneva
25\9\2007



-aha .. from where u r ?
- .. yah .. Im from Belgium..do u know it ?
- Belgium .. yes of course .. I heard a lot about it ..i think it is between Germany and france .. isn’t it ?
- yup .. .. and u ?.. where do u come from ?
- I come from Palestine …
- Palestine !
- yes .. Palestine .. cant u believe that ?
- No .. I don mean that .. I don’t know where is it! ..
- really .. u don’t?
- yes.. sorry
- mmm .. u don’t have to be sorry .. Ill show u it in the map over there ..
**
- Here it is .. here is Palestine ..here is my homeland
-Yaaaaaaaaaah .. u mean Israel .. yes I know Israel .. I know it



(2)

Istanbul airport
27\9\2007

-Do u know where is Palestine ?
-Yes .. I know .. here we know every thing about the whole world .. and Pakistan is known every where u go ..


(3)

*معبر اللنبي
28\9\2007

و .. وهذولة ال 2 بناتِك؟-
بناتي !!.. لا مش بناتي ،.. مش شايفة بالهويّة انا مسيحية وهني مسلمات.. هذولة صاحباتي !!-
.. اه شايفة ....بس كيف هذولة صاحباتك وانت مسيحية وهني مسلمات ؟-
احكيلك ،.. احنا بنصاحب بعض كتير .. بس ما بنصاحبكم انتو-

*الطرف المبهم من الحوار الأخير هي مجندة اسرائلية عند فحص الهويات والجوازات..
*الطرف غير المبهم من الحوارالأخير هي صديقتي ..
____________
قد تتساءلون عن الجزء الأول والثاني من هذا النقاش الديمقراطيّ

Wednesday, October 15, 2008

لصار الزيتُ دمعاً\\

تجتاحني في الفترة الأخيرة أفكار كثيرة ، الغريب في الأمر أن ما من فكرة منها تمكث طويلا ، اذ سرعان ما أبدأ التفكير بأخرى ، وأستمتع بتحريك رأسي كي يصل المزيد والمزيد من الاكسجين لتلك الكتلة المنتصبة فيه ..
في الفترات الأخيرة ،.. انشغل معظم أهالي قريتي في قطف الزيتون كما هو حالهم كل عام ، رغم كون المحصول هذه السنة ليس بالوفير كما هو الحال مع السنوات السابقة الا أن المراسيم ذاتها وبلا أي انتقاص لا زالت تُمارَس ، استيقاظ باكر جدّاً ، لملمة بعض الحاجيات التي تعين على القطف :" مفارش (1) \ جدادات(2) \ شوالات (3) \ .......... مممم ولن أنسى طبعاً ما تعده نساء القرية من طعامٍ يكفي اليوم بطوله ، وأحيانا يكتفين بالمواد الأولية ليتم طهيها في العراء وتحت أشجار الزيتون ولربما اللوز حينها تستعد العائلة لمهمة البحث عن حطب يكفي لهذه العملية وان لم يوجد في البيت كفايتهم منها ، فعليهم وقتها أن يجمعوه من العراء "
كل عام ،.. أشارك عائلتي هذه المغامرات ، ولكن لسبب لا أظنه منطقياً كفاية ، أجلس الآن هنا وأتخيل ما يفعلونه ، أو بالأحرى ما فعلته معهم العام الماضي ...
لا يزال صوت محركات التركتورات (4) يصدح في أذنيَّ ، لها صوت أعلى بكثير من صوت السيارات ولها قدرة كبيرة كذلك على ملازمة أذني لفترات عديدة ، لربما يكمن السرُّ باحتكاك العجلات الغريب بالأرض ، أعمق أعمق لأكاد أظنها تأبى أن تتركها ، العائلة بأكملها تحتل ترللة (5) التركتور ، وان لم يبقَ متسعٌ للأب فانه يلازم السائق في الأمام ، أعلى..... أسفل.... يمين.... يسار وتستمر هذه الرقصة التي يرقصها سوية العائلة بأطفالها وكبارها مع التراكتور ... تستمر الى أن يصلوا الأرض التي سيمكثون فيها اليوم بطوله ليعودوا مع محصولهم في المساء...
أستطيع تذكر أول عمل يقوم به والدي في تلك اللحظة ، ينظر من حوله يحدّق في عيوني وأخوتي ، ومن ثم يقول عبارته الشهيرة عند العمل :" يا بتشتغلوا بنفس وباخلاص ... يا متشتغلوش " ... ومن ثم يتابع توزيع المهام .. أنتَ هنا ، أنتِ هناك .. افرش هنا (6).. ضع الطعام هناك .. ويمضيى الوقت سريعاً سريعاً ،..أستطيع أن أقول بأن وجود جدّتي بيننا لهو أروع شيء ، أحيانا يلزمنا كي نحتك بالأرض أن نكون معها قلبا وقالبا ، وقضية القلب هذه تتكفل بها جدّتي وهي تروي لنا حكايا كل شجرة وقصة زراعة كل واحدة ، وكم تكبدت هي وجدي الكثير كي تنتصب هذه الشجرة هكذا بشموخ وعلياء ما له مثيل ، والأروع من ذلك كله تلك الأغنيات التي تغنيها جدّتي ، الحديث هنا لا عن الكلمات التي تغيب مع تخيلاتنا ونحن نستمع اليها ، وانما ذلك الحس الموسيقي المهوزج الذي يتمايل مع الكلمات ومع شفتي جدّتي كي نكون على تلك الحالة الغريبة من الدهشة والتي تستمر معنا طويلاً

هي ييها والزيتون ع امه
هي ييها والزيت ينقط منه
هي ييها وابوي وحداني
هي ييها والله يكثّر منه
****
جدّاد لا اجرة ولا مونة
ولا كلام طيب
،..شيءٌ غريب يحصل في هذه المواسم ، عجائز القرية كلهن واللواتي يشكون من هذا وذاك من الأمراض جراء تواتر السنون عليهن ، لا يعيقهن ذلك من مرافقة عوائلهن ويستمتعن بمهمة التوجيه المرفقة ببعض من الفورات الغضبية والتي لا تلبث ان تتلاشى مع ضمة حفيد ....

اليوم مثلاً ، صباح باردٌ . مع زخات مطر كثيفة ، أخمن بأن عائلتي ستؤجل العمل الي يومٍ آخر ، ولكن المفاجئة هي رؤيتهم جميعا مستعدون لبدء يومٍ زيتونيّ جديدِ .. ومع المطر لا ضير في ذلك " يوم زيتونيّ مطريّ أرضيّ " جديد ..

- انتو غريبين أهل سبسطية ..عندكم عادّة غريبة ،.. الواحد فيكم بس بده يقول انه رايح ع الزيتون بيقول انه" رايح يجد (7) زيتون ". .. أو ... " ألحق أجدلي كمن زيتونة "...بالنسبة النا احنا بنقول :" نلقط زيتون مو نجد .." احنا أحن عليها منكم ..
اقتباس بسيط من حوار لي أنا و صمود مع أستاذ اللغة العربية ،.. لا اظن بأنه كان يعني ذلك فعلاً ، ولا أظن بأن هنالك من يطاوعه قلبه على ضرب تلك المعشوقة الخضراء ، القضية هنا ليست قضية كائن وكائن آخر بقدر كونها قضية جزء وجزء ، فهي جزء منا ، اقتطع من جدنا وصبرنا ..
أستاذي العزيز ، الفكرة برمتها مؤلمة ، فكيف التطبيق ،.. لا أكاد أتخيل بأن تلك الوجوه السمراء التي تصبح صباحا وتمسي مساءا على هذه الشجرات ، تلك الوجوه التي تعود أشد اسمراراً في المساء ملطخة بتراب هنا ..اخضرار هناك ، لتبيت أرضية حدّ الجنون ، تلك الوجوه التي تعود بابتسامات أوسع وأوسع ، لا أكاد أتخيلها قادرة على مس بوتقة حياتها ..
أتذكر تأوهاتنا ونحن نستمع لنداءات أمي كل مساء بأن نغسّل وجوهنا ونبدّل ثيابنا ، ما من أحدٍ منا يرغب بازالة الأرض من وجهه ، حتى لنكاد نشتمها حتى بعد التنظيف .. لحظات ثم يعم شعور الانتصار على محياننا ونحن نرقب البقاء .. والبقاء ولا شيء غيره
_______________________________________________________________
1 ..قطع كبيرة من القماش او من النايلون ، تستخدم لفرش الأرض تحت الشجر وذلك كي تتساقط حبات الزيتون عليه لا على الأرض مما يعين في عملية جمع المنتوج ويختصر الكثير من الوقت
2 ..عصيّ طويلة يبلغ طول الواحد منها قرابة ال3 متر ، تستخدم لضرب حبات الزيتون البعيدة والتي يصعب الوصول البها باليدين فتتساقط تلك الحبات على المفرش ...
3 ..أكياس قماشية \ نايلون تستخدم لوضع الحب فيها .. تشبه تلك المستخدمة في السكر والأرز.
4 ..الجرار الزراعي
5 ..ترللة = عربة الجرار
6 .. أي افرش المفرش حول الشجرة
7 .. أي يضرب الشجر مستخدما الجداد ، وهنا كناية عن التقاط الزيتون بطرق عشوائية تؤدي الى تقصف الأغصان

Thursday, October 9, 2008

الله يطلع الجميع

في اطار التغطية \\ حارات سبسطية تصدح في ليلة 7\10\2008 بضوضاء أبواق السيارات والمفرقعات ، والسبب هو خروج أحد المعتقلين لدى لدى قوّات الاحتلال والذي سبق وتحدثتُ عنه هنا ، فصيل هذا المعتقل احتفل طوال هذه الليلة بانتصاره ..!!

دعوى ساذجة لكنها قريبة .. قالها أحد الذين قدموا لتهنئته . ." الله يطلع الجميع!!"

نراكم على خير

Thursday, October 2, 2008

مسخن .. لا أكثر

صخب الألوان

وعيد سعيد


:)

Thursday, September 4, 2008

خربشات مشروعة *








__________________
* خربشات اختيارية لمرحلة قسرية..ولنا الخيار دائما

Sunday, August 31, 2008

حارتنا -1

مشهد بعيد لحارتنا التقطتها من منطقة التلة ، ويظهر فيما يظهر منزلي من بعيد

الابتسامات تغطي الأرجاء ، حتى لتكاد تظن نفسَكَ في عيادةِ طبيبٍ للأسنان ، الجدّات في الحارة هنا بدأن حديثهن الطويل لأحفادهن الذين سيصومون رمضانهم الأول هذا العام .. يعدن الطقوس الرمضانية على سمعهم وللمرة الأولى يشهد الأطفال ذلك الحجم والكم الغريب من الاهتمام بهم .." هل ستصومون هذا العام ؟" ..


صورة لمسجد سبسطية التقطتها من مركز سبسطية الثقافي


في حارتنا هذا العام ،.. كان الأمر مختلفاً .. فقد أحبَّتْ بلديتنا الموقرة أن تهدينا هدية ما قبل رمضان . .. سمّاعة لحارتنا كي تسمع ما ينُادى في المسجد .. " الأذان / اعلانات شتى معتادٌ نشرها في سماعة المسجد " رغم أن حارتنا ليست بالبعيدة عن وسط البلد وغالبا ما يصلنا كل شيء ، الا أن الجميع سُرَّ بهذه الهديَّة ، وأحسَّ الجميعُ فعلاً بأنَّ رمضان هذا العام سيكون مختلفاً ..

Saturday, August 30, 2008

.............


كان لا بد لي من محادثتكم إن عاجلا أو آجلا ،.. ولكن لزحم العبارات في مخيلتي أضحيتُ بلا أيِّ منها ..

اليوم ،.. أدركتُ جيّداً كمْ هو حلمي كبير ، وكم عليّ أن أكون أنا لمدة طويلة كي أصله ويصلني .. والوصول مفروغٌ منه بطبيعة الحال .. ولكن أن تتمسكَ بذاتك حتى تلك اللحظة هو ما يؤرقني ..

اليوم أيضاً ،.. فكّرت بتلك التفاصيل التي سأحكي لكم عنها ...قبل أن أغيب كغيري في غياهب ذلك السؤال الذي بات يرافق أيامي ..:" كيف التوجيهي معك ؟" ..

_______________________________________________

انتهى مهرجان سبسطية الذي استمر ثلاثة أيام 23-25\8\2008 .. توقعت أن يكون لدي الكثير لأحكي لكم عنه .. ولكن " وطن ، وصمود " تعدان عدتهما لذلك .. وأنا أنتظرهن بفارغ الصبر .
جل ما يمكنني الحديث عنه الآن ، هو أني قد أحببت سبسطية بقوة فيه ،.. سأحبها أكثر \\ أعلم ذلك \\ ولكن حبها هذه المرة جاء من حب آخرين أحبوها معي وبذات القوة ..

هنا خربشنا على ذاتنا ." على حنظلة ".حكايانا وحكاياكم ،.. لتبقى




______________________________________________


رمضان على الأبواب ،.. سيكون رمضاناً مختلفاً \\ هكذا أردناه \\ .. سنعيشه بطريقة مختلفة كذلك ... سيكون هنالك كذلك متسعٌ من الوقت لأحدثه عن ما سلف في الفائت .. في الفائت لمْ أكنْ قد وُلِدتُ بعد .. أما الآن فنحن جميعاً نشهد ميلادنا الآخر .. \\ كالعادة أتحدَّث في كل مرة عن الميلاد \\ ..

_____________________________________________


من الآن ،.. أنا مشتاقة لتفاصيل كثيرة لم أفارقها بعد ، ولا أراني قادرة على ذلك ، عائلتي الزمردية أو هكذا أحب تسميتها الآن ، تحتل مساحة كبيرة من فكري .. حبهم لي بات يجعل من كل شيءٍ أكثر سهولة من ذي قبل .. هي بضع خطوات فقط لا غير ،.. وستصبح صغيرتهم مواجهة لحلمها ..

صديقاتي ،.. أعلم جيّداً أنكن تنتظرن مني الكثير والكثير ، أعلم جيّداً أيضاً أن لا متسع للحديث عنكن ولن يكون هناالك واحد في أي مساحة كانت .. أشكركن بحجم الكبر ذاته .. أشكركن على وجودكن الدائم هنالك .. حيث أختبئ وتكن ..

مدونتي ،.. " أنا الأخرى التي تنتظرني بجانب خربشاتي الفوضوية " ،.. لن أغيب طويلاً لا وبل لن أغيب أصلاً .. كوني لي دوماً .. كوني لهم ..

أصدقائي في العالم الآخر ،. العالم الحقيقي .. أرتاحُ كثيراً وأنا أقرأ لكم ، وأنا أقرأ ما تخطونه بروحكم كي تبقون على قيد الحياة ، وأن لا تموت أمنياتكم مع ضياعِ البوصلة ..

___________________________________________

كلّ عام وأنتم أقوياء .. ونحن نمسك بذات الراية .. ننظر ونرى ذات البقعة التي لا يراها غيرنا ..


التوقيع :

عروبة \\ طالبة توجيهي تبحث عن كلمات لقاء ..

لا وداعَ بعد اليومِ

Tuesday, August 19, 2008

يومٌ لدرويشْ



يوم لدرويش ،



تتسع المساحات التي كانت أضيق من أفق غربة ، تتسع فقط لتحتضن ما تبقى من أحلام قبضنا عليها بقوتنا الساديّة .
على هذه الأرض ما يستحق الحياة ..
وعل هذه المساحات لا يزال هنالك نبض ينادي ببقاء ما بعد الرحيل ،لن تحس عبارة " لم يمتْ " إلا إذا كنتَ بيننا ومعنا ، تستنشق ذات الشموخ من ارض البقاء ، ارض الوجود ولا شيء غيره .
يوم لدرويش ، عشناه معه ، حلقنا كذلك معه في سماءات فلسطين ، نرقب تلك الأعين التي أحبته ، وأحبته والأهم من ذلك كله ..قد أحبته .
يوم لدرويش ، عشناه بحياة ، وما أروع أن تُعاش اللحظة بحياة ، يومٌ لم ينغصه إلا كلمات سخيفة من هنا وهناك على انه " قد مات " ..تراهم يتحدثون عن آخر أخير لا ندريه ولا نريد ذلك ..






في الصباح ، غادرنا قريتنا ومحضن أحلامنا سبسطية ، مع ابتساماتنا بموعدٍ قريب بالرجوع ،..بلا شك رافقنا دفء حجارة مسجدنا العتيق


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طريقنا إلى رام الله

صورة

لبلادنا
وهي القريبة من كلام الله
سقف من سحاب
لبلادنا
وهي البعيدة عن صفات الاسم
خارطة الغياب


صورة

لبلادنا
وهي الصغيرة مثل حبة سمسم
أفق سماوي وهاوية خفية

صورة

بلاد على أهبة الفجر
أيقظ حصانك
واصعد
خفيفا خفيفا
لتسبق حلمك







صورة الحاجز

لبلادنا وهي المطوقة الممزقة التلال
كمائن الماضي الجديد

صورة الحاجز

لبلادنا وهي السبية
حريّة الموت اشتياقا واحتراقا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحين وصلنا رام الله

كانت ولا تزال هنالك حياة ،

ونحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا

صورة

صورة

صورة


صورة

صورة

صورة




هنالك،،
حيث كان لقاؤه معنا يتجدد في أمسياته وسيبقى ، سيبقى ...


صورة قصر الثقافة

الحشود في قصر الثقافة

كل صور القصر

صورة

صورة

صورة

صورة



لقاءات لن تمحى من ذاكرتنا الصلبة ،

التقينا في هذا اليوم بفلسطينيين تفخر بهم فلسطين ، تفخر بنسبهم إليها كما هو حالهم ، من كل أنحاء الوطن جاؤوا رافعي راية فلسطين لا راية الحداد كما يظن البعض ، فلا حداد على باقٍ ولا عزاء لاحباء روح لا تزال تحلق بيننا ..

ظلت تلك الفكرة ملازمة لمخيلتنا ، أكان عليه أن يرحل ، لنلتقي بأحبته ونكون معهم حقيقة ومجازا ..

1 تساءلت وطن قائلة ، ...لم يمض هذا السؤال بعبث كما هي تساؤلاتنا اليومية ، بل جعلت الأستاذ " حسان نزال " ، يدرجه في قصيدته الرثائية الأخيرة حيث قال ..

وطن ٌ )* يـُؤَرِّقـُها السؤالُ السوط ُتبحث ُ في ثنايا الصوت عن وطن ٍفقل:هل كان حتما ً أن تموت َ لنلتقي ؟!!

والأستاذ حسان نزال هو أستاذ لغة عربية من قباطية ، وهو كذلك شاعر وصحفي يكتب مقالات عدة .



2 هنالك كان لقاؤنا مع أحباء لدرويش ، من فلسطين المحتلة عام 1948 ..عائلة صادر القادمة من قرية "جش" في الشمال الفلسطيني ، لا يزال البريق الذي شع من أعينهم مرافقا لتفاصيل ذاك اليوم ،..تحدثنا عن درويش ، عن جش ، الصفصاف ، حتى الناقورة إلى أن امتد حديثنا عن سبسطية ونابلس وصولا إلى رام الله حيث كنا ..


3 هنالك أيضا التقينا بجيران درويش من قرية الجديدة محطة عائلته الأخيرة بعد رحلة تهجيرهم الطويلة من البروة \دير الاسد\ وصولا بالجديدة ،،، هم اناس طيبون جدا ، لم يتوانوا لحظة واحدة عن سرد أدق التفاصيل الخاصة بدرويش ، عائلته ، أمه ، عن كل شيء ..وخلال الحديث قمنا أنا ووطن ..بكتابة رسالة على علم فلسطين لأم درويش .قمنا بإعطائها لجيرانهم ..كي يبعثوها لها ..


صورة العلم


4 أخيرا ، ذلك اللقاء المهم والاهم ، ولطالما آمنت بان لقاءاتنا وليدة الصدفة هي أصدقها ، وأقربها لنا ، هنالك وفي لحظات مقدم السيارة التي أقلت جثمانه من مقر المقاطعة إلى قصر الثقافة حيث سيوارى الثرى ،.... رجل أشيب بابتسامة بسيطة ذات عمق خفي على كثيرين ،...عينان قد شاهدتهما قبلا ،.. لا وبل كانتا رفيقتا لحظات طويلة عايشتها بحياة ..
عينان لم اشهد في مثلهما ما شهدته فيهما ..دفعتاني وبقوة لسؤاله ..
- لو سمحت .... حضرتك أستاذ مريد برغوثي ...والد تميم برغوثي ..وزوج رضوى عاشور .
وامتد الحوار إلى ابعد من ذلك ..أستاذ مريد الذي جاء ليشارك الجموع المجتمعة لحظاتهم هذه ،..جاء وعيني تميم ترافقانه ..ظنتا أن هذه اللحظات ستكون ثقيلة

- عن اي ثقل تتحدث يا تميم ،... ومن اي رحيل تخاف ..لا رهبة ولا شيء غير نبضات فلسطينية تتسارع بتواتر مع بعضها البعض ..لتشهد ميلادا جديدا لكل روح حطت في الأرجاء ..

تحدثنا باختصار مطول ، وأخذني الحديث لسؤاله عن سر تلك الصورة التي أهداها " ناجي العلي " لتميم فأجابني:
- ناجي كان صديق قديم النا .. ومرة وفي احدى زياراته عام 1984 ،.. طلب تميم من ناجي يرسمله صورة حنظلة بس ممشط شعره ..فصاح فيه ناجي :" ولك ينعن ابوك حنظله عمره ما راح يمشط شعره " ..

وكان له ما أراد وظل أشعث الشعر ..وظل نحن ..

5 لتحتدم فلسطينيتنا وبقوة أكثر ،..كان لقاؤنا مع شعراء فلسطينيين قدموا هناك لذات البغية ..

الشاعر باسم الهيجاوي والذي أهداني ووطن آخر ديوان شعري له.." لواحدة هي أنتِ "
وحيث يقول في إحدى صفحاته

هنا اقترب من حدود القرى النائيات على مذبح لم يصادر
هنا ارتكب الشعر
تلاحقني صفارات الإنذار المبكر
يخاطبني الحصى في الطرق " الوعرية "
.
والتقينا بشاعر آخر وهو من قباطية كذلك

5 لقاءٌ آخر لا يقلُّ روعةً عن ما سبقه .. " عجوز اللبن " ، ولمزيد من المعلومات اللبن هي قرية من قرى نابلس ، وهذا العجوز هو قادمٌ خصيصا من اللبن الى رام الله لذات سببنا .. أسعدنا جدّاً الحديثٌ معه ،.. سيما وهو لا يختلف كثيرا .. عن جدّي الذي كان ينتظرني في سبسطية بكل لهفة وشوق ..

صورة عجوز اللبن


أبو عمار في نظرته الأخيرة لدرويش ..


صورة







وهنا يرقد جسد درويش ..جسده فقط

صورة

صورة

صورة

صورة
.
.







صيغة الــ "نحن" ..أقصد بها أنا ووطن ...وقد يكون بعض الذين رافقونا من سبسطية ..

Monday, August 11, 2008

هذا وقد ترجّل فارس البروة



وفي خيمةِ اللجوء كان ميعاده مع " لاجئ الى متى "

Thursday, August 7, 2008

جدّاتنا

لم أستطعْ إخفاء تلك الابتسامة التي كانت أقوى من الكلمات وخرجتْ لتظهر جزءاً ولو قليلاً من دهشتي في تلك اللحظة ..
جدّتي ، التي لا تحب تلك الآلة العجيبة التي تأخذ جلّ وقتي ، أراها جالسةً على الكرسي المقابل لها ، وعلى أذنيها تلك السماعات وللمرة الأولى أيضاً ..على وجهها تتربع تلك الابتسامة ..هي ذاتها التي ترتسم تلقائياً وهي تحدّثنا عن ما غبر ،...لم أشعرْ يوماً بفضولٍ كذلك الذي اجتاح فكري وقتها ..ماذا تراها تسمع ؟.. ولمن ؟..

وعندما اكتشفت السرّ ،..وقتها فقط وجدتُ تلك الكلمات التي كنتُ أبحث عنها لتعينني على وصف ولو قليلاً من إعجابي بــ " تميم البرغوثي " ..هو ذلك الشاعر الذي يكتب ببساطة ..ببساطة وبكلمات دارجة حتى الفصحى منها ..،...ليس لأن القصيدة تعنيها أكثر من غيرها ،.. ولا لأنها تتحدث عنها وعن تفاصيل تعشقها جدتي رغم قساوتها عليها ..السبب يعود في مطلق الأحوال إلى كون " تميم " ،..يعرف الطريق إلى كل قلب ، ولنكن أكثر دقة ..يعرف بدقة الطريق إلى كل فلسطينيّ ..

ذكرتني مقاطع القصيدة ،.. بمشاهد عدّة كانت غائبة عن ذهني لفترات طويلة ، ربما لأنها لم تكنْ تعني أكثر من مجادلات انتهت حينها ..جدّتي ،..التي تعشق هواية جمع كل ما هو أخضر ،..تجففه على سطح الدار ،.. تلفه بأكياس مختلفة الألوان ..تقسمه نصفين ..نحتفظ بواحد ، في حين تتركُ آخراً في مكانٍ سريٍّ ليكون هديتها لعمتي التي تسكن الأردن ، وكلما تكرر ذلك أواجهها بعباراتي المبتورة ..
" ستّي ..نفسي أعرف ع شو خايفة ...معندهمش مجاعة في الاردن ،..عندهم كل شيء ..زيت \زيتون\جبنة وحتى كمان عندهم زعتر ومريمية "
في هذه اللحظة ،..أنا مسرورة للغاية بأن جدتي لم تكنْ تعير ما أقوله أي اهتمام ..سعيدة بأن مفهومها البسيط لم يتغير أمام هرطقتي الغبيّة والتي أخجل منها الآن أكثر من ذي قبل ..
لستُ أودّ الحديث عن جدّتي بقدر كوني نادمة بشكل فظيع ،..أعلم بأن الأوان لم يفتْ وباستطاعتي أن أذهبَ إليها وأستمتعَ بهواية جمع الأخضر معها ،..لا وبل إن أردت باستطاعتي مرافقتها في رحلتها اليومية الصباحية إلى أقرب قطعة أرض تخص عائلتي ..ولكن القضية هنا ليست قضية ندمٍ ..أو قضية كوننا \نحن الشباب\ في معزلٍ كبير عن أهم وأروع تفصيلٍ يحيط فينا ..لستُ أتحدَّث بطبيعة الحال عن كومة الدعاوي المعسولة كل صباح والتي تعيننا على مواجهة تلك الاختبارات المدرسية المجازية ،..ولست أتحدُّث عن دفء خبز الطابون والذي رغم تقدمها في العمر لا تزال تستمتع بخبزه كل فترة وأخرى رغم دعوات أبي المتكررة لها بعدم فعل ذلك خشية أن تتعب ..
أتحدّث الآن عن أن هذا التعب الذي قد تجنيه من خَبز خُبز الطابون بين فترة وأخرى ، لا يلبث وأن يضمحل ويتلاشى كلما رأتني وأخوتي نأكل منه ..فنرجع تلقائيا إلى ماضيها ،.. إلى تلك الحقبة التي تريدنا أن نكون فيها رغم بعدنا اليومي عنها .. تريدنا جدّتي أن نكون " نحن " ،.. لم تفشل بطبيعة الحال في تحقيق ذلك مع أبي وعمتي ..\\ولداها الوحيدان\\ .. ولكنها تخشى أن يفشلوا هم في ذلك ..وأن نذهب من غير رجعة ...

البارحة فقط ،..رأيتُ أكبر ابتسامة على وجه جدّتي مذ عرفتها .. لم أكن أنتظر كبرها .. لكني كنت أنتظر هذا العمق الذي شع من عينيها وهما تشهدان دهشتي ..

البارحة أيضاً ،..التصقت عبارة لم أدرِ مصدرها من أين .
" والله ..الزمن راح ومحدش بيقدر يرجعه " ..

الآن ،...يمكنني أن أقول بأن مصدر هذه العبارة هو إنسان لا يعي جيّداً كم هن جداتنا قويّات ،..وكم باستطاعتهن فعل الكثير من أجل إرجاعه ..الأمر لا يحتاج إلى مؤسسات وجمعيات تراثية ممولة خارجية ..ترقص وترقص ومن ثم لا تلبث أن تفتر وتتهاوى ..جل ما يحتاجه الأمر ..هو حاصلٌ الآن ...جلساتُ جدّتي وعجائز الحارة اليوميّة وأحاديثهن عن المهمة اليومية لإحضار الماء في الجرار من الحاووز ..جدالا تهن عن ماذا فعلت أم فلان كي تجعل ابنها علان يبقى في البلد ولا يسافر .. كل ذلك وأكثر يكون يومياً في مواجهة الزمن ..في حين يرقد مديرو هذه المؤسسات والجمعيات أمام شاشات التلفزة يرقبون آخر الصرعات والتطورات ..

جدّتي ،..آسفة جدّا ، قد أكون ظننت بأنّك لا تحبيني فقط لأنك وددتِ أن أكون صبيا .. حتى هذه النقطة باتت لا تزعجني البتة .. رغم أني لست بصبي ..ورغم كوني فتاة .. ولن تتباهي بي بقدر ما كنت ستتباهينه في حال كنت صبيا ..رغم ذلك كلّه أنا أعي جيّداً ذلك الحير الكبير الذي أحتله في قلبك ..

جدّتي ،..
في هذه اللحظة بالذات ..أستطيع أن أقول بأن سبسطيه رائعة ..رائعة جدّاً جدّاً ..استطاعت ولفترات طويلة وغابرة أن تخبأكنُ فيها ..أنتِ وجدّاتي الأُخَر .. أثوابكن التي تجعل من الجو ربيعا كل السنة ..أحمر ، أخضر ، أصفر ، بني ، ليلكي ، مزركش ، مزهّر .. خرقكن البيضاء والتي جاءت لتخفف من وطأة السواد الذي يغشي ما يحيط بنا.. أصواتكن في الأفراح وهي تقاوم ثقل السماعات الغبية في آذننا .. وأنت تغنين ، تزغردن للجميع ..وفي عيونكن ذكرى آخر فرح شاهدتنه في تلك اللحظات ..

Tuesday, August 5, 2008

حكاية آخر النهار

ملاحظة * :
" والدي العزيز،
آسفة جدا ، لم أعدْ طفلتكَ التي تبتسمُ لها كلما أدركتَ بأنها تصدق كل ما يقال في خطاباتهم ، إذ ترى بأن من يتحدث الآن هو أصدقهم ، وبعد لحظات ، سيكون هنالك آخر أصدق .
والدي العزيز ،
هي الآن خلاف ما كانت عليه تماماً "


يقول البعض بان موقعك الطرفي أصعب بكثير من موقعك الوسطي\في الوسط\ ، هذا أشبه بقطعة خشبية تتدلى فوق حجر ، من يحتل طرفا منها يكون معرضا للسقوط أكثر من ذلك الذي يحتل الوسط ، ولكن لو نظرنا مليا إلى قطعة الخشب هذه لأدركنا ما غفلنا عنه ، ماذا لو زاد الثقل بشكل متساوٍ على طرفي القطعة ، ما هو المصير الذي ينتظر الوسط ؟...هي بضع لحظات ثم تصبح القطعة غير قادرة على تحمل الثقل ، فينكسر الوسط ويتحرر الطرفان ، بطبيعة الحال لا حاجة ، لقطعة خشب مكسورة وان كانت من المنتصف .

( سيرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين ، فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس )

رحمه الله ، لماذا وضعنا في مفترق الطرق هذا ورحل ؟،...لماذا لم يحدد الهوية الثانوية لهذا الشبل ، الأمر الذي كان سيجنبنا صراع المتأسِّدين هذا ، أكان فعلا يؤمن بأن قطعة الخشب هذه لن تنكسر !! .. وأن الطرفين سيبقيان على حالهما لحمة واحدة مع الخشبة ؟؟..
يااه ،..كم بات الطريق أطول ،..وكم باتت الشمس أشد لهيبا !!!

لمْ أرَ طرفي خشبة صلبين كهذين ،..ورغم دعوات الأرض المتكررة لهما في إيوائهما داخلها ، ومزجهما بطينها وحجرها ، إلا أنهما أبيا ذلك ، وأصرّا على الاصطدام المطول مع بعضهما بغية إرجاع القطعة والالتقاء في الوسط كما السابق ، وفي كل مرة ، وفي كل محاولة ..يكون هنالك شراذم ناقصة ضاعت في الأرض ، لتضيع شراذم أخرى في كل لقاء ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* دائما يكون مصير ملاحظاتنا أسفل ما نكتب ، ولكن أرادت ملاحظتي هذه أن تحتلَّ المقدمة ، لا لان الحديث هنا عن الأجزاء والأطراف والمقدمات ، ولكن لسبب أراه منطقيا ، ألا وهو بأن والدي العزيز قد لا يستهويه ما كتبت \ كما هو حالي الآن\ ، ولا يصل بذلك إلى نهاية هذا كله ، وقد يصل ولا ينتبه لوجود ملاحظة هامشية في الأسفل..فكان ما فعلت.


Tuesday, July 29, 2008

عيونَنا اليكِ ترحلُ كلَّ يوم


الهي ،


في ليلةٍ مبارَكةٍ كهذه ، جلّ ما أتمناهُ هوَ أن تطأَ قدمايَ تلك البقعة الطّاهرة حيث كان نبيُّكَ (ص) ،..
جلّ ما يجتاح خاطرِي هو حلمٌ دافئ ، لأكون هنالك .. فلا عبثَ من اختيارها ،ولا عبثَ من اختيارِنا لنكون هنا ..وسنظلّ

نحن قريبون كفايةً لئلا نلتفت الى معجزاتٍ ، قريبون كفايةً لنقبض بأقرب حفنةِ ترابٍ لنشتمها ..

القدس فينا ، القدس ميعادُ الحياة لتستمرَّ ونستمرَّ..

عيوننا اليكِ ترحلُ كلَّ يومٍ ،

وانني أصلِّي

ولنلتفت الى السماءِ المبارَكةِ علَّ فيضاً من بركتها ينعم علينا لنحلمَ أكثر ..

الى اللقاءِ حتَّى ذلك الحين..

Tuesday, July 8, 2008

فِي ذكراهُ

غسّان كنفاني : عكّا 1936- بيروت 8\7\1972
لستُ بارِعةً في الرِّثاءِ ، ولستُ أود أن أكونَ كذلك، سيما وسخافةُ العباراتِ تقتصُّ من ما يفترشُ مخيلتنا من أحاسيسَ ، حتى لنكادُ لا نعي أنحن حزينون ؟، أم فرحون ؟، أم تراها المراسيم المبتذلَةُ قد فعلتْ فعلتها لنبيت ببذلاتنا السوداء نتلقى عزاءاً غير منقطعٍ .
لن أقول كما يقول كثيرون بأنَّه لا يزالُ بيننا ، ولنْ يكونَ السببُ بطبيعةِ الحال خجلي من تلك المساحاتِ التي تنتظرهُ مستمعةً إلى سيل الهتافاتِ منذ ما قبل التاريخِ وأبعد .
كان يعي جيِّداً أنًَ الوصولَ إلى تلك المساحاتِ لنْ يكونَ قبل الوصولِ إلى الذين سيحملون الراية إليها ولا مجالَ للتجزئةِ ولا مجالَ لاستثناءِ بعضها أو بعضنا ، والرَّايةُ شرطٌ أساسيٌّ للوصولِ لذا فتعدد الرايات هو انعدامها بطبيعة الحال.
ترتمي الشعارات أمام مرأى عينيَّ تستقبل كلَّ ذكرى بابتسامةٍ بلهاءَ لا تعي أبعدَ من شفتين ،ننام على واحدةٍ لنستيقظَ في موعدٍ مع أخرى حتى تكاد المطابع تتهاوي خجلاً من صورهم وهي تخرج محمَّلةً على أكفِّ لم تشهدْ من أصحابها إلا ما قالوه وجاء الطاغوتُ ليخطفهم قبل أنْ يجدوا كلماتهم تحيا وتتحرّكُ ..
"إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية.. فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغيرالقضية"

لمْ أكنْ أظنُّ بأنَّ بحثيَ الذاتيّ عن " أم سعد " سيكونُ بهذه الصعوبة ولمْ أكنْ سأتوقعُ ما أتكبده من عناء إخراجها من أعماقي ، خلتُ أنَّ بساطتها ستكون في صفي ، لأصلَ إليها قبل الآخرين ولكن ما لمْ أتوقعه هو ذلك الكمّ الهائل من الأسئلةِ التي أضحتْ تعصفُ بما أُمَنْطِقُهُ من خطواتٍ :
" إلى أين ؟" بات أشدُّها قسوةً والتصاقاً بدربي .

في ذكراه هذه ، لا شيءَ أتذكره أكثر من " رجال في الشمس " ، تلك التي كانتْ أولى خطواتي نحوه ، طالبةٌ كثيرةُ الشغبِ لم تتجاوزْ بعدُ سنَّها الــ 12 ، في تحدِّ كبيرِ أمامَ ماهيَّةِ هذه الصفحات التي تحتلُّ مساحةً ما من كتاب اللغة العربية الخاص بمرحلتها ، لمْ يكنْ الأمرُ يعنيني بشيءٍ ولم أعرْ اهتماماً حتى بطريقةِ معلمتنا في سردِ هذه الصُفَيْحاتِ على أنها الرواية كاملةً أوهذا ما خلتُهُ حينها ، ولكن كانتْ المواجهة الأكبر عندما انفردتُ بذاتي أنا والكتاب لأقرأها مرَّةً أخرى ولأودعها كما ودّعتُ كتابي ليكونَ لقائي بها متجدداً كل ما حننتُ إلى ذكراي والى صرخةٍ ما من شأنها أن تخرجنا من خزان جمودنا قبل أن نختنق صمتاً .
أتذكرُ الآن وفي هذه اللحظاتِ أحاديثي وصديقاتي عن عامِنا المنصرمِ ، رغم ما تكبدناهُ من هزائمَ ، إلا أن ثلاثتنا نعترفُ بميلادنا الآخر فيه ، لنْ أقولَ بأنَّ الفضلَ يعودُ له كما يعودُ لكثيرين ، بلْ سأكتفي بفولِ أن فلسطينيَّتنا التي حزَّتْ في داخلِهِ حتَّى أخرجها نماذجَ لمْ يشأْ أن تكونَ وطنيّةً إلا أنها كذلك ، إن هذه الفلسطينيَّة هي أيضاً سرُّ ميلادنا الآخر لا الأخير طبعاً ، هذه الفلسطينيَّةُ التي تجسَّدتْ من وعينا التامّ بسؤالٍ آخَر :
" ماذا نريدُ ؟" ..

هو الإنسان ، العاشقُ حتّى قضمِ الثرى ، الفلسطينيّ روحاً تنبضُ حياةً إلى ما بعدَ الحياةِ ، المصيبُ تارةً ، المخطئُ في أغلبِ الأوقاتِ ، لم يرتدْ حتَّى يصنعَ جنته فمات ولم تمت جنته كما خاصّةُ شدّاد ، بلْ أضحتْ صورةً تؤرق لياليَ الحالمين بثورةٍ.

"إنها الثورة! هكذا يقولون جميعا..و أنت لا تستطيع أن تعرف معنى ذلك إلا إذا كنت تعلق على كتفك بندقية تستطيع أن تطلق.. فإلى متى تنتظر؟!"
اليومُ ، والغضبُ يعتصرُ فؤادي وأنا أراهم يغيّرون الدرب بحجةِ ثبات الهدفِ ، الآن وأنا أرقبهم يتلاعبون بالكلماتِ التي نسجتها وطناً للوطنِ ، لا يسعني اختلاقُ أكثرَ من كلماتٍ تحيلنا في نهاية المطافِ لوجهٍ آخر من عملتهم..
"إن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق و تافه لغياب السلاح..و إنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه"
فلتعشْ..

Tuesday, June 24, 2008

و كأيِّ مفارَقَاتٍ


**تركيّا
.5\6\ 2008



قامتْ المحكمة الدستوريّة التركية بإلغاء قرار المحكمة السابق القاضي بجواز ارتداء الحجاب في الجامعات التركيّة ، كسلاح أشهرته لحماية هويّة الدولة العلمانية ذات التوجهات الحديثة الغربيّة ، رغم أنَّ 99% من سكانها يدينون بالإسلام ،إذ ترى من الحجاب تحديَّاً لعلمانية هذه الدولة وأنه مظهرٌ لدعمِ الأصولية الإسلامية ..

***


**من المحيط إلى الخليج وأبعد ..




الساعة 10 مساءاً ، اجتماعٌ عائليٌ يوميٌّ لا للتسامر الصيفيّ كالعادة ، إنما لمتابعة أحداث مسلسل " نور " ، الذي دخل البيوت العربية من أوسع أبوابها ، لا يختلف كثيراً عن الدراما العربيّة إلا بكونه تركيّاً ، لا أقصد أنه يجاريها اتقاناً ، وهذا ما لا نجده في دراما العرب ، وإنما لا يقل عنها ككونه مجرّد أحداثٍ تُعيد نفسها الواحدة تلو الأخرى ، حتى إذا ما أمسك المشاهد بخيطٍ انسل خيطٌ آخر من البكرة ذاتها ،،" ما علينا " ، سئمتْ الجماهيرُ العربيَّة المدبلج المكسيكي إلى الفصحى ، وهي الآن تجرب نفسها في المدبلج التركي إلى السوريّة .

لماذا نعطّل عقولنا في فهم مفردات الفصحى الجزلة ؟

لماذا نعقّد أطفالنا بأفلام الكرتون العربية التي بين كل فترةٍ وفترة يجيء طفلنا يشدّ ثيابنا سائلاً عن معانٍ كثيرة ككلمة " أحمق " ، ؟؟

لماذا؟؟، والخيارُ باتَ أمثلاً وأقرب للواقِع ، لن يحتاج أطفالنا لسؤالنا تلك الأسئلة ، ولن يحتاجوا كذلك لإضافة مصطلحات جديدة إلى قائمتهم ، فالخالة " نور " ، تدنّي كل قاصٍ ، تجيب على الأسئلة ، وترسم بيديها الناعمتين حكايا حبٍّ طاهرٍ سيعيشه أطفالنا في أحلامهم ، ولتمضِ أيام أفلامهم الكرتونية السطحيّة ، وليكبروا .
حتَّى أولئك الذين آثروا عدم متابعته ، واختيار الخيار الأمثل لعوائلهم بقضاء السهرة مجتمعين سويَّةً تأخذهم الأحاديث إلى ما بعد الصباح ، حتى أولئك لم يسلموا من هذا الوباء الذي بات متفشيَّاً من الأصول وصولاً بالفروع ، فلا تكاد تخلو تفاصيلهم اليوم من حديثٍ ، كلمةٍ ، رنة محمولٍ ، ولربما \وباتت الأكثر \ صور " نور " وزوجها التي ملأتْ ( باترينات) المحال التجاريّة ، وليكونوا كــ"الطرش في الزفة " ، لذا فلماذا ننزوي بعيداً عنه ..!! !!!!

((لا شيءَ يجيء لوحده)) ، ولأنا غير مخولين بذكر من جلبه ، سنكتفي بهذا الاستنتاج ....

***

**بيتُنا
15\6\ 2008


جاء ضيفاً خفيفَ الظل ، لا لشيء بلْ لأنه قويٌّ خرج. إلى الحياةِ لأنه يعلم بأن الحياة لا تحب من لا يصارع من أجلها ، خرج بعد أن كانَ مجرّد بيضةٍ تكاد تكون فاسدة بسبب طول رقاد الدجاجة عليها ، ولأنَّ جدّتي ظنّتْ ذلك فقد رمتها بعيداً ، ليخرج هو كما ذكرتْ ..

قد تكون هي ، لذا فاختيار اسمٍ مناسبٍ له\ها كان من الصعوبة بيسرٍ مما حذا بي أنا وأختي لاختيار اسم يناسبه أو يناسبها ..

" نور "

Friday, June 20, 2008

لستُ من محبّي المدنِ

تغمض المدينة بجفونها على آلامهم ، لا مجالَ الآن لتذكّرها وصيغة الماضي الناقص ما هي الا وسيلة نهرب فيها الى حيث لا نجد ذاتنا ،" لستُ من محبّي المدن" ، سيَّما تلك التي تتقمص دور الضحيَّة كيْ لا تُسأل الى أين تمضي والركبُ ، تخالُ نفسَها قادرةً على اختلاق الحزن في عيون باعة البسطات المتجولين هرباً من أمن البلديّة ، حيث في نهاية المطاف آوتهم في سوقها الشعبيّ الذي لا يلعب أكثر من دوره وأقل قليلاً ، "لستُ من محبي المدن" عبارة ليست بالمعممة البتَّة ، كما هي عبارة " أحب تلألؤ حبات العرق على جبين الفلاّح " ، أرادتْ تلك المدينة ذلك ليس لأنها الأكثر ملاصقةً لمراحل تطوري الفضوليّ حدَّ احتواء أدقِّ تفاصيل الهوى ..بلْ لأنها تريدُ ذلك وكتلة النار المنعوتةُ بسببها أظنها دائمةً كفاية لتجعلني أخصص مشاعري ، أرادتْ تلك المدينة أن أكون" أنا " كذلك ، كما أرادتْ سبسطية سابقاً وها أنا لا أزال هنالك ، أعد الخطى خطوةً خطوةً ، أنثر الحصى على الدرب كيْ لا أعتاد الطرق الممهدة ..


دوار الشهداء\نابلس ،، الطابق الخامس \عمارة العنبتاوي

" في الصباح " ، - لا معنىً آخر تحمله هذه الكلمة الا ذلك الشعور بالـوجود في غمرة افتقاده الذي دام طويلاً - ، لا تزال مغمضة تسترق لحظاتٍ أخرى من السكون الفوضوي ، ساذجة هي أمْ تراها تتساذج، والآن!! ، لستُ مستعدةً لخوض هكذا رهانات مع سيدة الرهان ، مستعدةٌ فقط لأعيشها وأعيش وجودها ، شوارعَها التي تكادُ تخلو من المارة باستثناء أولئك الذين أرادوا أن يعيشوها هم كذلك ، لم تستطعْ تلك الكتل الإسمنتية و الزجاجية حيناً آخر ، لم تستطعْ أن تحجبَ عنّي عبقَ صباحٍ أرضي قادم من إحدى المساحات التي لمْ يصلها حلمٌ بشريٌّ بمصافحة السماء ، تلك المحالُ التجاريَّة التي هنئتْ لفترة ليست بالطويلة من مقارعةِ آخر زبونٍ ، حفظتْ أبواب المحالِ أيْمانَ البائعين كلها التي لا يتوانون في سردها واحدةً واحدةً ، حتى يفرغَ جيب ذلك الموظف الذي عطف إلى هذا المحال بعد زيارته الشهريَّة إلى أحد البنوكِ ..سئمتْ تلك الأبواب تلك القصص كلها .. حتى تراها تكاد تنطق بها :" من جديد !!!" ...أولئك العمال الذين التهوا بهواية افتراش الأرصفة حتى يحين ميعاد فتح آخر ورشة وُوفِقَ على عملهم فيها فأفنوا الليلةَ يحمدون الحكمةََ الإلهية التي اصطفتهم من دون العباد ..
قد يكونُ الحديثُ عنها الآن ليس بالمناسب أبداً ، وربما يكون الحديث عنها بشكلٍ عامٍ ليس بالمناسب ، ولكِن ، لن تموتَ الكلماتُ مطلقاً بلْ ستحيا لنحيا ، في ذلك المنعطف وبعد اجتياز حاجز الــ 17 (حاجز يفصل بين نابلس وقرى الشمال ) ، في ذلك المنعطف وأنتَ تجدُ نفسَكَ في لحظةٍ وداعيَّة استقبالية شبه يوميّة ، قد تساوركَ شكوكٌ في أن لا تجدَ ذاتَكَ هنالك ، وأنَّ لحظاتِ السكينة هذه لن تدومَ طويلاً اذ سُرْعان ما يشرع الآخرون في قرعِ طبول الحياة ، ليلمحوا بطريقةٍ أو بأخرى على وجودهم هاهناك .. قد تساوركَ تلك الشكوك ، سيَّما ولا تزال تخاطب ابتسامةَ آخر عجوزٍ قرويَّةً ودعتْكَ لتعود ، قد تساوركَ تلك الشكوك ولكِن قدْ أيضاً تكتشفُ ما يختبئ في غيابات حضورهم ، ستكتشفُ ذلك السنونو الذي قاوَمَ تراكمَ النسيانِ في شرفة بيتٍ قديمٍ قد يُهدَمْ في أيّة لحظة ، قد تصل الى ما لم يصل اليه كثيرون ، لا تنسَ أن تعيدَ الغطاء الى ما كان عليه حتَّى يجيء آخَرٌ ويحسّ دفءَ الوجود كذلك ..


ملاحظة 1:

" لمْ أعدْ بعد"
ملاحظة 2 :
صديقتي ،، أشكركِ

Thursday, May 22, 2008

غَيْبَةٌ لا بُدَّ مِنْهَا

كثيراً ما نضطر للرحيل ، وكثيراً أيضاً ما نحاول أن نخفف من وطأته قليلاً .. وبالأخص اذا ما كان الأمر يتعلق بذاتك الأخرى ولربما ذاتك الأولى أيضاً ..
سأتغيب عن مدونتي بسبب ظروف امتحانات آخر السنة والتي ستستمر 24\5 - 3\6..
الموضوع مفتوح للتحيات ..

:)

Thursday, May 15, 2008

عَنْ العَوْدَة


لِأَنَّّ الأَرْضَ لَا تَنْسَى
حَفَيْنَا فِي بِقَاعِ الأََرْض
نسرق من تجافينا
نحاول لثم أمنيةٍ
لكي لا ترحل الذكرى
ولن يبقى
سوى وعد بأن لا
تجرح الأرض حجارتها
وأن لا تخال الأم
تجاعيد الهوى
نوىً للبعد، فتهجرْها
سوى وعدٍ بأن
تبقى ، لكي نبقى

**
لأن الأرض لا تنسى
ضربنا فوق دمع العين
أكواماً من العشقِ
عشقنا فاتنةً
لها عينان من نخلِ
تعانقْ حرفَ أغنيةٍ
نسجناها فغنتها
لأنَّ العشقَ ألحانٌ
لأنا قد عشقناها

**
لأنَّ الأرضَ لا تنسى
نصيِّر من ملاحمنا
أغانٍ عن ثرى رحل
ولم نرحلْ
فَنحنُ هناكَ فِي ظلِّ الظلال
نراقب الأفق الحزين
ونندبْ مَا تَبقَّى مِنْ جِراحَاتٍ
نسوها مَن تناسوا الأرض
لكل الناس أوطانٌ
تموِّجْ سحر ربانٍ
أدار المركب الراسي
وقال بأن الموعدَ الآتي
بكل الحلمِ منتظر
َ
**
لأن الأرض لا تنسى
لأن الحلم أدفء من برود الغير
سينمو مع سنين النأي
دمُ الماضي
ليصنع من حكايا الأمس
سلسالا يزين جيد فاتنةٍ
هي الأولى
هي الذكرى المثلثة
هنا الأمس ، هنا الفوضى المجنحة
لنرسم نقطة في أول السطر
نوشحها بأحلامٍ
عن العودة ..
لكي تبقى ، لكي نبقى
***
(عــــــروبة)


Sunday, May 11, 2008

محاولةُ بقاءٍ

الاسم : ليندا .
العمر :7 سنوات.
مكان السَّكن : سبسطية \ نابلس .
الهوايات : حاليَّاً انتظار مكالمات والدها بين الفينة والأخرى .

لمْ يكنْ وجودُ زوارٍ في منزلنا يثير اهتمامي كثيراً ، فلطالما كنتُ أجدُ وجودي معهم أمراً غريباً ولا سيَّما وأني لا أجد ذلك الموضوع الذي قد أستعرضه معهم .. ولكن دائماً تجيء لحظات تجعلُكَ تكسِّرُ كل تلك التعميمات التي أحطت ذاتكَ بها ،، طفلة صغيرة مبتسمة جالسة على طرف الأريكة تتابع التلفاز مع أخوتي ، لفتتْ نظري كثيراً وبالأخص بأن الابتسامة لم تفارق محياها ، في كل مشاهد التلفاز اليومية ، المحزنة ، المفرحة ، الداعية لقضب الحاجبين ، ..الخ ، رغم ذلك كله لم أشهدْ تقلصاً في مساحة تلك الابتسامة الواسعة التي احتلَّتْ الجزء السفلي من وجهها ولم تفارقْه ...
أخذت المشاهد تدور في ذاكرتي ،وفجأة تذكرت من بينها أن والد هذه الطفلة والذي هو قريبٌ لعائلتي ، هو الآن معتقل في السجون الاسرائيلية ، جراءَ حملة اعتقالية اعتقل على اثرها 8 مواطنين، وعلى اثرها أيضاً ظهرتْ لَمَساتٌ أخرى للحزن في قريتي ، ولكن أستطيعُ أن أقول بأنها قد جوبِهَتْ ،، فالأيدي القابضة ببعضِها تُرِهبُ الحزنَ فيولي دبره بعيداُ الى حيث لا رجعة ..

لم أستطعْ اخفاءَ اهتمامي الشديد بها ، أردتُ بطريقة أو بأخرى فتح الستارة المنسدلةِ أمامَ أحاسيس وآراءِ أطفالنا في ما يجري من حولنا ، أهم سُذَجٌ كما يقولون؟؟؟ ، أم ترى تستثيرهم الأحداث التي تُحاكُ حولهم؟؟؟ ..
قالتْ لي ..:
كانتْ الدنيا ليل ،، بس أنا و" رمزي " ،كنا صاحيين وامي وأبوي ،،، طبلوا بصوت عالي ، عالي كتير ..بعدين اجيت ركظ ع حضن أبوي ، بس هما أجو أخذوه .. أمي عيّطت ، بعدين أنا عيطت أنا وأخوي ،، أخوتي التانيين ضلوا نايمين مصحيوش ..
هو بيضل يتصل فينا ، ويسألنا عن أخوي الصغير .. بيسألنا " صار يحكي ولا لسَّا ؟" ، هو صار يحكي وبضل يحكي ... اخوي التاني مرَّة قال لأبوي :" يابا اطلع من الحبش وأنا بدي أنحبش مكانك "...
أبوي قلنا نبيع الغنمة ، هي ولدت وجابت 2 غنمات صغار ... أنا بحب الغنم بضل أنا وأخوتي نرعيهم ، بس هما باعوهم ، لما بدو يرجع أبوي بدنا نشتريهم مرة تانية ..
*****
ربَّما تكون الطفولة السبب الرئيسي لفهم كل شيء لا العكس كما يظن الأغلب ، ما لفت انتباهي هو طريقتها الاستثنائية في سرد الأحداث ، وكالعادة أيضاً لم ترحلْ الابتسامة عن وجهها ، وظلَّتْ كما هي .. لم أستطعْ أنا كذلك من حبس ابتسامتي التي انفجرتْ مع " يااه " ،..
واستكمالاً للحديثِ عن هذا الموضوعِ ، اعتقل والدها عشية الليلة المسماة بــ " عيد الحب " ، لم تستطع تلك الوحوش وبعد دسها لفكرة " عيد الحب " في زمن الكره أن تجعلنا نستشعر هذا الحب حتى ولو كان مجرَّد زيفٍ مصطنعٍ مجلوبٍ غصباً عنا ، في تلك الليلة بالذات وعلى خلافِ ليلات العامِ بأسره ، جاؤوا متسلحين بكرههم للإنسانية ،، جاؤوا وعلى وجوههم يرتسم جبنٌ متوارٍ خلف شجاعةٍ مدسوسةٍ ، عيونهم لا تزال ترهب آخر فلسطينيٍّ صرخ في وجههم " لا " ،لمْ يقاوموا ابتسامتها ، لذلك لمْ ترَ تلك العائلة معيلها منذ 14\2 \2008 ، ولذلك أيضاً لمْ تشهد شجرةٌ أخرى وريقةً سقطتْ منها قبل عقود على أمل الرجوع ، ولكنَّ مفردة الرجعة والعودة استعصى على تلك الوحوش هضمها فاحتفظوا بها بعيداً في ذلك الرفّ الذي ينتظر تلك القبضة المعرقة من آخر حربٍ خاضتها .
لمْ يكنْ حضورهم تلك الليلة بالمفارقة البتة ، فكما نعيش بإرادتنا ، فنحن نحبُ بإرادتنا ، نحب أن نعيش بحياة ، نحب المسماة " حياة " ، نحب الثرى الذي ينساب بلطفٍ من تحتِ قدمينا ، شموخنا لهو شيءٌ إضافيٌ لنحبه ، نحب انتظارهم على أمل الرجوع يوماً ما ، وسيرجعون ، وسترجعُ أحلامُنا ، " ياه " ، من قالَ بأنها قد ذهبتْ أصلاً ..

Wednesday, May 7, 2008

ضِدَّ


ضدَ ان يجرحَ ثوارُ بلادي سنبلهْ
ضدَ أن يحملَ طفلٌ - أي طفلٍ- قنبلهْ
ضدَ أن تدرسَ أُختي عضلاتِ البندقيهْ
ضد ما شِئتثم .. ولكن
ما الذي يصنعه حتى نبيٌ أو نبيه
حينما تشربُ عينيهِ وعينيْها
خُيولُ القَتَلهْ
ضدَ أن يُصبِحَ طفلٌ بطلا ً في العاشرهْ
ضدَ أن يُثمِرَ ألغاماً فؤادُ الشجرهْ
ضدَ أن تُصبِحَ أغصانُ بساتيني مشانقْ
ضدَ تحويل ِ حياض الوردِ في أرضي مَشانقْ
ضد ما شئتُم ... ولكنْ
بعدَ احراق ِ بلادي
ورفاقي
وشبابي
كيفَ لا تُصبِحُ أشعاري بنادقْ


" راشـــــــد حسيـــــــن"
*************************************************************************************

فكَّرنا جيِّداً في وسيلة نستطيع من خلالها أن نزيل ثقلة الوقت ، حصة لغة عربية ، أستاذنا الرَّائع قرَّرَ بأنه غير مزمع على اعطائنا حصةً ،
، فكَّرنا جيداً ، الى أن نطقت احدى صديقاتي بها .." لعبة " ، تظرنا اليها ومن ثم ألقينا بنظرات ملؤها الاستغراب على رفوف الكتب التي ملأتْ مكتبة مدرستنا ،، لعبة .. والآن .. وفي مكتبة ؟؟ !!!

ولكن كانتْ أروع لعبةٍ لعبتها في حياتي ،،

قمنا باحضار "موسوعة الشعر العربي المعاصر " ، وطلب مني الاستاذ أن أقرأ صفحة منها \صفحة هو يختارها \ فكان حظي هذه صــــ200 .. قرأتها ، أحببتها ، أصبحت أنا كذلك

" ضد"

وأكملنا اللعبة ..

Wednesday, April 30, 2008

نيسان\30 يوم الزيتون الفلسطيني






لأن لأمي يومٌ ، كان لا بدّ من يومٍ لكِ ، لنحتضنكِ بعد طول احتضانكِ لنا ، ولأنكِ استثنائيَّة فيومكِ سيكون استثنائياً كذلك ،
30\ نيسان من كلِّ عامٍ ..
نلتقي في حبِّ الأرضِ ، نلتقي لنعبثَ بخصلاتِ شعركِ المنثورةِ حبَّاً حارّاً ، زيتاً برَّاقاً يضيء ما استعصى علينا رؤيتَهُ ..
قالها يوماً قائدنا الراحل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة \ نيويورك لأجل السَّلام (1) والحريَّة : "أتيت حاملاً غصن الزيتون بيد، وبندقية المقاتل من أجل الحرية في اليد الأخرى، فلا تدعوا غضن الزيتون يسقط من يدي".
هي ذي الحياة ، وهو ذا نضالنا من أجل البقاء ..

30\ نيسان من كلِّ عام ..
فلنزرع أخريات، ولنهيّئ لأخريات سبلاً وأروقة للراحة كما فعلنَ لأجلنا ، فليمتزج عرقنا بجذوعها ولنبنِ مجدَنا بعزائمنا التي لن تنقطع ..
الحديث أعلاه ..وجدته في مسودة المدونة بتاريخ 30\4\2008..ولأسباب نسيتها لم أنشرْه.فآثرتُ نشرَه اليوم وبنفس تاريخ المسودة
*************************************
قبل سنة من الآن ،.. تعاهدتُ وصديقاتي على احياء يومنا هذا ،..بدأت الفكرة سريعاً ..ونمتْ أسرع ..
ولسبب أكبر من ابتسامة فطريات طفيلية على رِجْل مصابة بالقدم الرياضي(2).. كان لهذا اليوم أن لا يكون هذا العام ..
****************************************
(1) اذا أكثرت جدال أحدهم ..عدْ له بعد عام فلربما بات يؤيدُكَ..
(2) ربما تكون الكناية أهم بكثير من المكنَّى..

Thursday, April 24, 2008

اطلبوا العلمَ ولو مشياً على الأقدامِ


نحن شعبٌ من أغربِ الشعوب ، يوماً نطالب بشيء ، في اليوم الذي يليه مباشرةً نطالب بآخر لا لشيء بل لأنَّا لسنا بقوة طالبي الحقوق الذين ما ضاع لهم حق ، لا والأمر لا يقتصر على هذا فقط بل ترانا نطالب على كافة الأصعدة لدرجة نبدأ بالمطالبة بتفاصيل ضيعناها فقط لنظهر بمظهر المطالبين ..
طَالَبَ – يُطالِبُ – فهو مُطالِبٌ – لا يجدُ مطالَباً..
وصلتُ لحقيقةِ أني أبغض تركيب هذه المفردة ، ولكن " مجبر أخاكَ لا بطل " ، فلنعوض عنها إذن بــ" مجبر " ..
في نهاية المطاف هذا اخترنا أضعف الإيمان ألا وهو أن " نتعلم " ، ونحمل راية العلم خفاقة في سماء الوطن وما إلى ذلك من شعارات ، ولكن تجيء دائماً تلك المنغصَّات التي تعرقلنا ونحن في نصف دربنا لنسقط وتغطى وجوهنا في الطين فلا يكاد أحدنا يبصر أبعد من طريقِ العودة ، في هذا العامّ كانت هذه المنغصات نوعية لحدّ أنَّا أصبحنا نحن أنفسنا نبحث لها عن مسميَّات لأن تلك المسميات الباليّة القديمة ما عادت تفي بالغرض ولأنا بتنا أولاد اليوم ولا يجدر بنا النظر إلى الوراء – على أية حال كنا سنتلقى صفعة من مجهول إن فعلنا - مللت الحديث عن الصفعات وهذا ما لا أود الحديث عنه اليوم ..في هذه الأيام معظم مدارس قطاعنا المحاصر تعاني من مشكلة عدم قدرة المعلمين على الوصول لاماكن عملهم بسبب نفاد الوقود ، لا ونرى بأن هنالك من طبَّقَ عبارة " الحاجة أم الاختراع " حيث نرى بأنهم باتوا يجربون حظهم في استخدام زيوت الطبخ في تشغيل الآلات والمراكب ،، وان أثرى ذلك شيئاً ماذا ستفعلون والطعام أيضاً قد سلك سلوك الوقود؟؟ ، لَم يكفه الآخر ذلك بل نراه مصمما على خوض اللعبة باتقان ، غارات هنا وأخرى ، تلك الزيتونة تعني الكثير لـ"أبي علي" فلنقلعها، (لا وجود للبقاء ولا بقاء للوجود)، كل هذا سيكون كفيلاً بزعزعة أية فكرة في المواجهة ، وسيكون خيار الانزواء بعيداً ، وانتظار ما سيبوح به القدر خياراً أمثل ولا سيما وقد جاء قبل واحد كان قد سمي بــ " كن مستضعَفاً تكسب ما شئتْ " ..
استوقفني اليوم ، البارحة لا بل وبات كل يوم استغاثات ذلك الغربي مدير وكالة الغوث و تشغيل اللاجئين الانروا" جون كنج " الذي لم يتوانَ لحظةً عن إرسال برقيات الاستغاثة عبر التلفاز للعالم ، حتى بت أشك في ماهية هذا العالم المخاطَب ، يحاول – أخونا بالله – شأنه شأن سائر أولئك الذين يعشقون اختلاق مشهد تكون فيها العروبة نائحة ترثي حالها ، وتستغيث بالآخرين ، لأنها تدركُ جيِّداً بأن مصطلح الآخر باتَ يضم أبناءها كذلك الذين صكوك عبوديتهم للآخر جعلتهم آخرين بنظرها..تلك الوكالة التي أقيمتْ لتمدح جروحهم ، هي الآن تقف صفر اليدين وتقول لهم ،:" لم يتبقَ من شيءٍ قادر على سَدّ جوع غربتكم في الوطن " هم الآن كذلك يدركون كما كانوا قبلاً بأن الحقيقة أقوى من أن تمدَح وأن الوطن باتَ أبعد من ذي قبل ....
" عــــــــــروبة الواقعيَّة "

وشوشة بعيداً عن الواقعيَّة :
( سَِئمتُ حفلات التهريج المسمَّاة " مفاوضات " .....هل يسمحون بإدخال "غلن" بنزين لبيت أم سعد الغزيَّة فـ"سعد" اعتزل المقاومة وأصبح سائق تاكسي؟؟ )



Thursday, April 17, 2008

لِلَيْلِ رائِحَتُه

يتدفق ذلك السكون من هناك، إلى حيث نرمي بأبصارنا بعيدا لتحتضن أبعد بقعة لا نراها، رغم ذلك .."نحن نراها " !!! ،هنيهة ثم يلامس السكون أحلامنا ليحيط بما حولها برفق ، عليها أن تبقى ؛لنبقى ،تتحرَّكُ أصابعي بطريقة أتمكَّنُ من خلالها من تشكيل ملامح وجوههم ، تلك البقعة السوداء لا بد وأنها تسامر آخرهم، تحدثه عن آمالها في البقاء بعد رحيله ، يخبرها بأن رحيلهم ليس برحيل أبداً ، فلا يزال هنالك يفترش الأرض ويخط بإصبعه النحيلة على التراب حكاية عشقه لتلك النسمة التي رحلتْ ولم تعدْ ، ُأكملُ ما بدأتُهُ ولا تزال أذناي مرهفتان لحديث السكون الذي لا آخَر له .
قالها مرة :
" الليل لنا ، وقد فشلوا بترويضه ، الليل ثائرٌ!!!! "
يخلعون إنسانيتهم لدى مصافحتهم لجبروت الشمس ، يحاولون البحث عن إنسانيتهم المخلوعة ، بين جنبات سكونه ، فيتعثرَّ بعضهم بالآخر إلى أن يدركوا حقيقةَ أن العراةَ لا يبصرون إلا عريهم وأن أثوابهم تلك قد منحها الليل لمن سيصقلونها قالباً واحداً مع جسدهم المليء بندوب وحشيتهم ، لذا يتكعبلون هناك في تلك الزاوية الأشدِّ حلكةً ويبدءون كعادتهم –كل سكون- بخياطة أثوابهم ، وتتسَّلى تلك المعدنية بوخز أصابعهم ولكن كالعادة أيضاً لا دماء تُذرَف ولا ألسنة تبصر أبعدَ مما يصبرون .
لليل رائحتُه ، زارتني ذات ظلامٍ ولا تزال تعشش فيَّ ، أنا الآن قادِرةٌ على استشعارها أنقى من نقاءِ اللاشيء ، رائحة ساكنة بجرس لا يماثل الأجراس بشيء ، جرس رنان عذب برائحة نقية ، وأنا منتظرة مزاعمهم في بث روائح تفاصيلهم الجنونية بمنطق ، ولكن ما من قوة قادرة على جعلنا لا نستشعر ما لا يستشعرونه ، وما من قوة أيضا قادرة عن الحديث عنا بصيغة " هم " ، فنحن " نحن " وسبيل "هم" قد تركناه مذ حلَّ الليل ..
وعد :\\
سأحاول أن أظلَّ أتشبثُ بالأرض إذا ما حاولت الشمس إقناعي بعدم جدوى حربي هذه .

Monday, April 7, 2008

(وَ يَمضِي يَوْمٌ آخَر(4


ولأنه كان آخَر ، كان كبقية الأيام التي يعيشها أي شخص اُختِيرَ ليعيش أسطورة التاريخ هذه ، ستتناقل ألسنة أحفاده الحديث عنه ، كانَ هو ..
كوني أعيش في قرية تبعد بضع كيلو مترات عن نابلس لم يعفني من استشعار حلاوة تلك الليلة التي تسبق زيارة المساحات ، ففيروس الاحتلال المنتشر هنا وهناك في طريقنا إلى نابلس يظلُّ دائماً – لا يجعلنا نعطِسُ قرفاً فحسب – بل يجعل منا أغراباً في أرض لم نكن يوماً فيها إلا ثراها ..
أمامَكَ خياران إما سلوك طريق حيث تواجه فيه هذا الفيروس وجهاً لوجهٍ ، وهو ما يسمَّى بــ"حاجز بيت ايبا " نسبة الى بلدة بيت ايبا الذي اقتطع هذا الحاجز جزءاً من أراضيها فاصلاً هذه البلدة عن بلدة " دير شرف " ، فتكون بذلك زيارة أخوتِكَ الذين يبعدون عنكَ مسيرة أمتارٍ ، عملية تستدعي منكَ أن تعدَّ لَها كلَّ العُدَدِ ..
والخيار الآخَر ليس بأفضلَ كثيراً ،، ولا سيمَّا وأنت به تكون مضطراً الى الدوران 360 درجة حول " نابلس" ..بدءاً بقريتي سبسطية .. مِن ثم " اجنسنيا " .. فـ " عصيرة الشمالية " .. وبعدها " طلوزة " .. حيث تستقبلك وتودعكَ بصور " ابو علي مصطفى " التي ملأت كلَّ واجهات البيوت التي لا تتجاوز المئة ...بعدها يتحتم عليك المرور بــ" وادي الباذان " .. منعطفات وتعاريج طويلة تفصلك عن عسكر ، فمخيم عسكر .. وأخيراً .. ابتسم قد وصلتَ نابلس سالماً ..
اخترتُ اليومَ الخيارَ الثاني لسلامته .. ولسببٍ آخَر ، هو أني لن أكون مضطرةً الى مواجهةِ جنديٍّ وجهاً لوجهٍ قد يسألني عن اسمِي ، وقد لا أجيبه ، وقد " أيضاً " ..أشهر اسمَ عروبة سلاحاً حادّا في وجهه ..لأن الشمسَ كانت معنا ، ولأنا كنّا معها كذلك كانت طريق الذهاب ميسرة الى أبعدِ حدود .
ولكن لكي تعيش الأسطورة جيّداً عليكَ أيضاً أن تعيش كل تفاصيلها .
في العودة ، اخترنا الطريق ذاته ، ولكن نظراً لتفاصيل هذه الأسطورة ، وقفنا وجهاً لوجهٍ أمام حاجز كان أشبهَ بأفعى متلويّة ، طويلة ، تجتثُّ من دمائنا كي تصل أحلامنا – ولكن عبثاً تحاولُ ذلك - .. حاجز في " الباذان "..آخَر في " طلوزة "...واحِدٌ جديدٌ في " عصيرة الشمالية " .. وأخيراً على مشارِف حارسة أحلامي " سبسطية " انتظرنا واحِدٌ أخير ...في كلِّ تشغيل- إطفاء .. محرك التاكسي ، يتم تشغيل- تشغيل كرهنا اللامنتهي لتلك الحشرات الطفيلية ، ياه كم يظن نفسه قويا وهو متمسك بذلك السلاح الفارغ مضمونا، ظنا منه أنه به سيحقق أسطورته الشخصية ، أمام فئات عزَّلٍ في نظره ، مسلحين في نظر أنفسهم ، وهل هنالك أقوى من أحلامنا سيفٌ نمتشقه في وجوهِ الآخَرين ، عَلِمنا من حديث سائقي التكاسي أنه يفتشون عن مطاردين ، لِذا فتش كل منا نفسَه جيِّداً ، تذكر آخر شيء فعله ، قاله ، .. الأغلب تنفس الصعداء ، فلم يفعل أي منا شيئاً غير أنه قد مشى الحيطة الحيطة ، وعاد الحيطة الحيطة ..." نظرت لذاتي تلك النظرة الفوقية التي ترى منه كائناً لا يستحق العيش ، فللعيش هنا شروط .. على الجميع الالتزام بها ..!!

سيطولُ الحديثُ عن أيّام أُخَر ..
والى الحديث الآخَر ،، ظلّوا على ثقة بأن عروبة لا تزال تتمسكُ باسمِها وحتى نظرتها الفوقيّة لتلك الحشرات ، هي بذاتها تصرخُ بعروبة ما بعدَ الرقودِ ..

Wednesday, April 2, 2008

سَئِمتُ الرّقاد

أقفُ مشدوهةً أمامَ المساحات الواسعة التي يتحتم عليَّ قطعُها ..أؤثِر التوَّقُفَ عن ذلكَ كلِّه لدى إدراكي بأن ما من شيء يكمُنُ في انتظاري هناكَ ، وان كان سابِقاَ كلَّ شيءٍ ..
يعَلِّمُنِي شموخَ الشَّمس قبل قراءةِ الكتبِ ..
وبعد،؟
ما هو ذلكَ الشيء الذي قَد أجنيهِ من هذا الشموخ، لا شيء غير ركودٍ في انتظار من لَم يتعلَّم بعد فنَّه ، وقتها سأشعرُ بأنِّي أقدمتُ على فعلٍ قد أستحقُّ عليها ابتسامةً – وان كانت عَطفاً- .. لا وجودَ الآنَ لكومةِ المبادئِ التي كوَّمت نفسَها بنفسِها لتحجز عنِّي استنشاق هوائِهم الذي أحلته بيدي هاتين إلى أنموذجٍ فريدٍ من نوعِه على النقاء والفردية ، أيَّةُ فرديَّةٍ هي تلك التي تتحققُ معهم ، وأي نقاءٍ هو ذلك المشوهُ بتفاصيلِهِم العملاقةِ التي تغيِّرُ من الحقائق لتحيلها الى محض ادعاء وجودٍ كاذبٍ في اللامكان ..

******************************


" أتطلع الآن على ذلك الجُرم الذي اقترفتُهُ أصابعي بمشاركةٍ مسيَّسةٍ من الكيبورد … تكادُ تلامِسُ زِرَ delete ولكِن سُرعَان ما أتوصل لقرارِ أن أمنح هذهِ الخربشاتِ أملاً باهِتاً في الحياة ...لِمَ لا وأنا الآنَ حيّةً .. ولا أرى في نفسي فضلاً عليها ، فلم أتعدَّ كوني مجرَّد خربشةٍ معها ....وأكمِلُ .."

******************************


- حاسّة وكأنّا بنابلس ..
- أنا حاسّة انه احنا بـ "دوّار الرحمة" .
- ووين هذا دوار الرحمة .
- مش سامعة فيه؟...." ولا أنا " .. بس أكيد فيه بمكان ما دوار اسمه دوار الرَّحمة ..



*******************************

جميلٌ أن تكونَ كائناً آخَر ، ولكِن ..

ولكِن من الأجمَل أن تبنيَ بحلمِكَ الآخَر توأمين روحيين .. هما أرضيان ولكِن بعيداً عن الواقِع .. وبعيداً عن تفاصيلهم العملاقة تلكَ ..
- سَئِمتُ الرّقَاد ..!!

Thursday, March 27, 2008

تَتِمََّة

"كرم الميسة"


لا تَعُد أَدراجَك.. انظر جيّدا فثمة هنالك تتمةٌ للطريقِ ، وليسَ هنالكَ ما يُسمَّى طَرِيقاً مَسدُودَاً .. "وان كنتَ وَحِيداً"!!