Sunday, November 29, 2009
Friday, November 27, 2009
Taxi
الفكرة قد تبدو للوهلة الأولى محض إمعان لا داعي له ، في شيء من شدّة غلوه في التكرار بات لا يُلاحظ ، ولكن ان احتوينا هذه الزاوية من النظر- والحال كذلك –ما من خطوة جديدة تنتظرنا صباح الغد ..
لأن التراكمات الصغيرة عندما تجتمع سوية ، تغدو شيئا قشيئاً حاجزا فكريا صعب الاجتياز وما من محفزات قادرة على تخطيه ، ولأن الأفكار سريعة الانتشار كل ما تحتاجه هو محض وسط ناقل ، وهو عدم وجود وسط محصور بحاجز مكانيّ محدد ، أن تصبح فجأة مؤمنا بشي عشت عمرك كله تحاربه ، فكرة طالما حاولت طردها ولكن كما قطرات الماء التي تحفر في الصخر عنوة ، تخترق هذه الفكرة عقلك ، وتصبح جزءاً من بديهياتك ..
كل يوم ، وفي كل لحظة ، نرفع ذر اعنا اليمنى ولربما اليسرى ، هاتفين بها :" تاكسي" .. فتأتي تلك السيارة الصفراء ملبيةً لنداء استغاثة نظنه نداءنا ، لكنه بالفعل نداء الجيب الفارغة من كل شيء ، ذلك الذي يجعل الجميع صباحاً يهجرون أحلامهم وأسرتهم الدافئة ، نحتل الحيز الذي نحتله في كل يوم ، نستمع لصوت المذيع ذاته يصدح من سماعة السيارة المترنحة بين عالٍ وخافت ،لحظات ومن ثم يطفئ صاحب الجيب المذياع ، ويتناوب عنه في سرد ذات التفاصيل ، الوطن الذي ما عاد يستوعبهم ، الخط الذي لا يقيت أحدنا ، شرطي المرور ذاك الذي يحلم به ليلاً فيهرع صباحا في كتابة توقيعه على احدى الأوراق التي يرسلها أعلى فيغدو صاحب الجَيْب أسفل..
ايه!
تأوهات أي منا لا تفي بشيء ،فالسارد يواصل سرده والآذان تواصل انكماشها وانكماشها ، الأمر ان توقف هنا ، فنعمة ربانيّة ، والصبر مفتاح الفرج ، ولكن أن تنمو وتستوطننا كهمٍّ يومي اضافي يثقلنا أكثر ، فهو ما يجب الوقوف عنده وتحريه تحرٍ تام ،نحن لسنا مع انكماش كل فئة بأوجاعها ، وانفصالها التام عن الفئات الأخرى ،.. " أبداً" .. جل ما أود ايصاله هو ، تلك الروح الحبيسة ، التي نتجرعها كل يوم ، تلك الحكايا والقصص التي نبنيها بلون أسود داكن ، فنبيت نتخبط فيها ولا ندري اين السبيل ..أتحدث عن 360 ساعة سنويّة يحضرها الطلاب في طريقهم الى جامعاتهم ، محاضرات متقطعة بين الفينة والأخرى لمحاضرين جدد وآخرون حفظتهم عيوننا ، وبدنا نتلو محاضراتهم عن ظهر قلب ، مساحة كبيرة جداً للأفكار ، لا يهم الدرجات التي تحصل عليها ،المهم ان يكون لديك نظرة ثاقبة وجوف يفترش عيونهم ليطمأنوا وليثابروا بما بدؤوه ، تستولي عليك نظرة فوقية من أسفل اذا ما حذفت في وجوههم ،ورقة من فئة ال200 شيكل و كأنك تود أن تقول :" أنعم نظركَ بها وأعد لي الباقي ،.. لربما هي المرة الأخيرة التي ستراها فيها "
Sunday, November 15, 2009
الاستقلال و 15/11
هروباً وبخوف أيضاً ، من حكايا الغرف المنفصلة ، وتبني الانتقائية الازدواجية في التعليم ، ورص العثرات فوق بعضها ، لتكون سلمٍ مترنحٍ نسقط من اعلاه فنكسر حزء عمودنا الفقري الذي أمضينا سنينا الأولى والأخيرة نوطنه لكي يبقى مستويا، وأن الانحناء كان فقط وجداً في مراحلنا الجنينية الأولى ، هروباً من ذلك كله .. ورغبةً مني في احالة تلك المساحة غير المستخدمة فيّ ، الى شيء يجير الحاجة ، ويلبي تطورات العصر ..
أفكر لو باستطاعتي اقتناء واحدة من تلك الكرات البلورية الخاصة بالغجريات السمر، لستُ أخاف المواجهة ، وليس اذعاناً مني بأن المفاجأة بحد ذاتها قادرة على أن تكسّر خطوط الدفاع التي جندتها ،بل لأنه أحياناً كثيرة ، تكسر خطوطنا الدفاعية أهون ألف مرة من تحطم نظرية وضعناها مرةً ، وحفظناها عن ظهر قلب ، وآمنا بانه حتى كومة قوانين الاحتمالات التي تناقضها لن توقفنا ..
(2)
حدثتنا صديقتي مؤخراً عن حصار طوباس الأخير ، كيف حوصر بيتهم ، واستشهدت فتاة في نفس عمرها تسكن في القرب ، تلقى كثيرون هذا النبأ على أن صديقتي هي التي رحلت ..والدها الذي كان بعيداً عن المنزل ولم يستطع بسبب الحصار العودة هو كذلك قد ظن بأنها التي رحلت ..
عندما تلاشت سحب الضباب التي رافقت هذه المدة ، وعاد الأب للمنزل ، ورغم ايقانه الشديد بانه لن يراها ..كان أول ما قاله :
-" أين ريم؟"
صديقتي هذه ، والتي رغم تفاصيل كثيرة حاضرة وغائبة ، صديقتي هذه ، لو كنت قد عرفتها وصادقتها تلك الفترة ، ما كنت سأقنع نفسي بأنها قد ترحل في ذلك اليوم حتى لو كانت قد رحلت فعلاً .. كنت سأنتظر يوماً تضاء فيه جدران كليتنا بانعكاس غض لأشعة الشمس على المصابيح المطفأة ، كنت سأنتظر يوماً كهذا حتى يجيء ، لتباغتيني وتحكي لي عن حكاية عدم رحيلك
الموت ، هو الحكاية غير المروية ، التي ترتطم بزجاج سيارتنا ونحن نمضي ،.. نتفاجأ للحظات ومن ثم نكمل ، نقنع أنفسنا بأنه ورغم كل شيء لا زال الطريق سالكاً .. ربما في معظم الأحيان لا نستطيع احالة هذه القناعة الى ايمان ، ولكن وان يكن ..بحفنة القناعة هذه ..سنمضي
أكثر ما يؤلم من كون الموت موتاً ، هو أن علينا انتظاره ، هو لايجيء الا اذا آمنا للحظة ما بأن بمقدورنا اتمام شيء ما ،.. وان ما من شيء سيثنينا عما نحن بصدده ، لكن وبانحناءة بطل المسرحية الافتراضية ، يأتي ليسحب منا ما تبقى من طاقة للنهاية ..
ولكن ، أبداً ما كان ليكون هو النهاية ، وما كان كذلك الغاية المرتجاة من سبيل متعثر ..
(3)
هل اتحدث عن مباراة مصر \الجزائر ؟
أبداً ! ، رغم كل تلك الأصوات التي تعالت والهتافات التي جابت الأرجاء ، وصوت المعلق العفن ، رغم كل شي قد يتجاوز الحد الطبيعي من الامواج الميكيانيكية ليغدو سلسلة من الاهتزازات ، لم يصل أي منها ، ولا مجرد قاعِ لموجة ضلت سبيلها لأذني لا أزال أسمع قلبي ينبض ، دون الحاجة لسماعتي المستقبلية ..
أحب كرة السلة ، أحبها جداً ، هي الرياضة الوحيدة التي كنت اتناسى فيها كوني مجرد طالبة مجدّة ، تمتدحها المعلمات ، وتتذمر منها معلمة الرياضة ، لا شيء يقرا في هذه المادة ، وعلي أن أنقبض وأنبسط آلاف المرات حتى أحظى بشيء يذكر ، رغم هذا وذاك ، أحب هذه الرياضة ، أحب ايقاعاتنا الفضائية التي تتزامن مع كل حركة ، الافلات للحظات عدة من نطاق الجاذبية ، والتحليق ليس من أجل كرة مطاطية ينبغي أن تحتل موقعا ما هنالك في الأعلى ،.. بل بغية حلمٍ ما ، قد طال مكوثه وآن أوانه لكي يصير ..!
(4)
"الناس الذين يثقون بنا ثقة تامة يعتقدون أنهم بذلك يحق لهم أن يحوزوا على ثقتنا بهم. هذا تفكير غير سليم. لأن الهبات التي نقدمها لا تمنح أي حق"
لم يعرفْ نيتشة هذا بان للحظات كثيرة كان عليه ان يبقي على بعضِ من الاستثناءات جانباً ، وبعيداً ، كي يضيفها لعصر يخالف كل ما قد يقال ، ربما كان عليه في حينها وقبل أن يتفوه بأي شي أسميه الآن حماقة ان يكون على صلة ولو ضئيلة مع "thermodynamic" ،حقيقة لا أدري ان كان تاريخها يرجع اليك ، وحقيقة انا لا آبه ،.. كل ما أود قوله ، الثقة أيضاً محفوظة ، أي بمعنى أن الثقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم وانما تنتقل من شخص الى آخر ،وان وضعنا احتمالاً بأن الناس الذين تقصدهم هم كل ذلك الكون الذي يحيطني باستثناء من يحتل قلبي ، وقتها يمكن لي أن أخلع قبعتي لك ، وأسر لجولتي المسائية مع أحد فلاسفة أوروبا ، غير ذلك .. لا تتوقع مني شيئاً ..
(5)
وكما كل سنة ، تحدثت عن كل شيء ، ونفد الوقت ولم أتحدث عن الاستقلال
Friday, October 23, 2009
أفقْ
بعيداً عن كل برتوكولاتي المضمخة بآثار أتربة عدة علقت على ثوبي في الطريق ، بعيداً عنها ورأفةً بعقلي ذي التلافيف التي بدأت تنفك عقدها واحدة تلو الأخرى..ٍٍٍٍسأحكي ،.. لأنني لم أستطعْ أن أخفي ..ولأنني ولأول مرة ،.. لأول مرة فعلاً .. - قد يعقد بعضكم حاجبيه ولسان حاله يقول " عدنا من جديد" -،.. لأول مرة حقاً وأبداً الى أبعد أبد ..الى الأبد بعينه حيث لا شيء الا الأفق ،.. ومن ثم آخر ..لستُ في جلسة تحقيق لأعد لكم كمية الطاقة الداخلة والمستنفدة والخارجة لتدركوا فعلاً بأنها المرة الأولى ..لستُ كذلك أحدث أي منكم ،... أنا أحدث ذاتي فحسب ، وعندما أكذبها ..لن تروني هنا ..
سأحكي ،..
عن البندقية ..بشوارعها المائية التي تنساب من تحت قدمينا ،.. ورأسانا يتمايلان ويرقصان في كرنفالها ، لهما ..ولطفولة تصطف جانباً وتهب كلما تداعى الوتر ..سنكتب عنها وعن أضوائها ، وعن تلك العجوز التي غنّت لأجلنا أهزوجتها ،.. لا تزال عالقة فييّ ،..لا أزال أرددها كل صباح ..
سأحكي ،
..عن ذلك المشفى ، ذلك الحيّز اللامتناهي ، والذي يمدُّ بيتنا الصغير بمدعاة أخرى للحياة ،.. تلك الأصابع الصغيرة التي تقبض بقوة على وجبة غدائي ، خوفاً من أن يأكلها الذئب في الطريق ، ..تعيش اسمها ولا تخشاه كلما أغواها بأن طريقه أقرب ، وأن أمها لم تعدّْ تحبُّها ، فهي للآن لم تجدْ من عدم حبّ ذلك الكائن الأسطوري بداً .. ووجدتْ من قلبه مسكناً وملجأ ..
يقولون بأن ما يسكن امرئ هو الأنقى ، وأن ما يحكيه مجرد شوائب علقت ولم تستطع البقاء داخله فأقصاها اليكم لتلهو بها ،... ولكن ، ولأني أحب أن أكون أنا استثناء النظريات ، ولأني أحب أن أكون نسبة الخطأ العالقة في مقياس الكتل الحساس ،.. لأجل ذلك كلّه ، سأظل أحكي ..
Thursday, October 8, 2009
شَغَفْ
يضم الطيور ورقصاتها
فلنعد رسم ماضِ كنّا فيه ،.. فلنعد رسم الصورة وليضئ بريق عيوننا الماسيّ كل تلك العتمة..
اذا كان ثمة عدّاد سخيف يعد انفاسنا ، ويضيق من شهقاتنا ، فليبق كما هو ،.. ولتحمل تلك الخمس والاربعون يوماً تلك الحياة ،.. فليست الكلمات وحدها من تتنفس ،..
" number are living creaters .. were born.. but will never never die"
Friday, October 2, 2009
جوجلات تذكارية
Saturday, September 26, 2009
استعدّْ ..انطلقْ
جامعة النجاح، ..
بدأت الفكرة ، كقدر قذفت اليه ، لأن حلمي الذي اقترفته ، أسمى بكثير من أن أنظر لتفاصيل المساحات ، ولكن حلمي ذاك الذي آن له أن يترجل ، أخذ حقه، والآن أنا على مدخل حياة جديدة لن أخرجها الا بعد أقل من عقد بنيف ، كل شي يملي علي أن أكون طالبة وان صح التعبير تلميذة ، تتلقى دروساً تحفظها عن ظهر قلب ، ومن ثم تلملم حاجياتها وتعود أدراجها ، لذات البيت ، الذي يبعد مسافة 5 شواقل ..لم أردّْ ذلك ولا أخالني سأفعل ،.. لذلك واجبي تجاه شخصي ، هو من سيحثني على تجريد كل ذلك ،ورسم الصورة التي أحب لتلك الطبيبة التي ترقص على أوتار عودٍ ، وتغني لجسدِ أعياه السهد ..وتلك المسافة الصغيرة ، والتي تمنيتها عالماً ، هي عالم مليء بكل شيء ، عالم مليء بأمانيّ والدي الصباحية التي يبثها فيّ ، كنتُ أظن بأن فيروز قد تنسى البعض ، ولكنها لا ، تظل ترافقُ تقاسيم وجوهنا ، حتى ولو كنا في المتجمد الشمالي ، ما كنت سأقدر على مصافحة تلك المعزايات في غدوهم اليومي ، لو لم أكن طالبة \كلية طب النجاح ،كل شيء يرتسم بصورته الأحلى الآن ؛ لأتيقن كم كنتُ أغباهم حينما ظننتُ أن باستطاعتي ، عزل نفسي والاستمتاع وحدي بكتابة السطور المستقبلية للحياة التي اتمناها ، وللحرية التي أعيش لأتنفسها، كم كنت " هبلاء" ..حينما اعتقدتُ لمرة واحدة بأن لكل منا حقه في الطريقة التي سيصل فيها ، ..تلك النسمات التي تداعب وجوهنا تنتظر منا جميعاً كل يوم.. إفاداتنا بماذا فعلنا ، وماذا سنفعل ..؟ .. ولن نكون أحراراً حتى نكون ..
جامعة النجاح ،..
سأعطيك فرصتَك كلها ، وستكونين رفيقتي التي لن أملَّ ، ولأجلِكِ ، سأكون تلك التلميذة بعينيها اللتان تتسعان أكثر وأكثر لدى اكتشافها المتكرر لخبايا جديدة عنكِ سأدرسك مع كل كلمة أتلقاها فيكِ ، سأكون تلك الطبيبة التي ستتحدث عنك مع كل طارق لبابها ، ومع كل ام تشكو داء ابنها ، ومع كل حالمٍ يودُّ لو يلامس الحقيقة يوماً ، سأكون صديقة ، صديقة لكل زاوية فيك ، وأبدأ بخط الفصول الأولى على كل شجرة ..سأكون كل شيء في كل شيء ،.. وقبل كل هذا وذاك ..سأكونك !
وللوجوه التي أنت متهمة بها ، لكل تلك الوجوه التي تعرّيكِ من جمالياتك ، لكل تلك الوجوه حق أيضاَ ، حق في أن نجدَهم ، ونجعلهم يجدون ذواتهم المخبأة بين تلافيف عقولهم ، لكل تلك الوجوه التي تستمتع بتأوهات أرواحها على أنها أنغام حديثة أمثالنا لا يدركونها ، لتلك الوجوه بصمات ولبصماتهم تأثير ، ربما كان اليوم كمياً ، ولكن و معاً سيكون نوعيَّاً ، ولأجلكِ أيضاً سأظل أومن بايجابياتهم جميعاً.
جامعتي ..كم سئمتُ الحديث بالصيغة التسويفيّة هذه ، كم سئمتها ..
اشتفت للغد ، هل له أن يجيءَ الآن ؟!
___________________________________________
لتلك الروح الني ترقص فيَّ كل ما كتبت كلمة،.. اهدئي دعيني أركّز..
Monday, September 14, 2009
Sunday, September 6, 2009
أن تكونَ طبيباً 1
لم يكن ثمَّة شيءٌ قادر على جعلي أتراجع عن حلمي الذي عشته ، أن أكون طبيبة ، أن أكون " أنا الأخرى التي تنتظرني تحت شجرة صفصافٍ جبليَّة " ، كان حلماً لطيفاً مداعباً ، لامس الواقع بحلاوة لا تقل عنه ، ولكن أن تكون في الواقع ، وأن ترى الحقيقة عاريةً كما هي ، ذلك الذي لم يكن في حسبان عقل طفلةٍ طريقه للنضوج طويل طويلٌ للغاية ..
نذرتُ سنيني الأولى والأخيرة لهذه التكوينة الالاهية المبدعة المسماة مجازا " انسان" .. وانطلاقاً من ايماني العميق بأن لكل منا حقه أن يعيش هذه الحياة ، وأن هنالك من تعنيهم جدّاً حياتُكَ ، من تربطهم بكَ علاقة أقوى من علاقتك أنت بذاتك ، انطلاقاً من ذلك كلّه ظننت أن السنين القادمة ستكون أخف وطأة عليّ ، قوية بما فيه الكفاية لكي أكون ..
ولكن وفجأة ومن دون سابق انذار تُحالُ كل تلك التطلعات الى مجرد قدرة بسيطة على تحمّل حمل مبضع صغير وشق هذه التكوينة ، تلك التي نذرت عمري لأجلها تغدو أمامي لا حول لها ولا قوة ، أسلمت الروحَ ، وسلّمت لنا أمانتها ، بجلدها وعظمها، بطراوتها وخشونتها ، مفاهيمها الخاصة حتى باتت لا تعني لأحد شيئاً ، ذلك القلب الغض الذي حلم وعاش وعشق حتى الثمالة ، هو كذلك لا يغدو كونه محض كتلة هلامية لا تحكي أكثر من ماديّة نحسها بالأيدي ، أن تتجاوز بريق العيون ، أن لا تحكي لها شيئاً ،فقط تستمع لدقات قلبكَ وكأنَّك الوحيد على قيد الحياة في الأرجاء ، أن تنسى كل هذا وذاك ، كيف لنا أن ننسى كل هذا وذاك ؟ .. ؟ أتحشون عقولنا الصغيرة طيلة هذه السنين بخرافة الانسان وبعقلية الانسان ، ومن ثم لا نجده الا كتلة هامدة لدرس تشريح ماضٍ، ما الرابط بين تلك الكرة الهشة المسماة مخّاً .. وتلك النظريات والحياة المختلفة التي رسمها من حملوه سنيناً ..لماذا نجرّد كل شيءٍ من كل شيءٍ ؟ ..لماذا نقوم بذلك كله وننسى نظريات نيوتن التي أخذناها لتونا في محاضرة الفيزياء ، لماذا نخصص لكل شيئاً وقتاً ، ونحجز في عقلنا مطارح له له وحده .. لا مجال للدمج ، وعليك أن تعيش استثنائية كل حدثٍ على حدة !
Sunday, August 30, 2009
طقة حنك
الضجر ،حالة فرديّة نعايشها كل لحظة ، أن تكونَ ضجراً هذا لا يعني ذلك الشيء الذي يستحق أن يُحكَى عنه ، ولكن أن يتسع ليغدو وباءاً متفشياً بيننا ، هنا تختلف لهجة الحديث ، ويغير من يود من وضعية جلسته ، أو يمدَّ رجلاه ليغط في سبات أطول من سابقه ..!
أن تتصادم مفردات" الهدف والوسيلة " ، وتختلطا ببعضها البعض ، يوّلد حالة أشبه ما تكون بالسير على " ووكر" في نادٍ رياضيٍّ ، ندركُ بأنا يتحتم علينا الوصول للقمة ، ولكن كون الطريق مستوية ، فهذا ما لا يسعفه ادراكنا أبداً .
الحديث أعلاه كان مجرّد اختبار لقدراتكم على طرد شبح الملل من خطابات المصلحين الذين هم أكثر ضجراً من غيرهم ، حتى مما يقولون !
أن تظن بأن انساناً ما قد يكون في جعبته شيء ما مغايرا، لسبب واحد فقط بأن حنظلة يتدلى من جيبه ، سرعان ما تكتشف بأنه مجرد علَاقة مفاتيح ، شماعة لما ندري وما لا ، أخطأنا فذلك نتيجة أنا لا نلتفت وراءنا ، اصطدمنا بالمخلوقات الصغيرة ، فهذا أيضاً لأنا لا ننظر أسفلنا ، تقصفنا الطائرات ، فقط لأن رقابنا متشنجة ولا نستطيع تحريكها أعلى..
* السبب اذن أنا أصبحنا شعب علاقات مفاتيح ، على اعتبار أن الشعارات حتى لم تجدْ من يرددها ، فكيف اذ ذاك من يسمعها !
- مو شرط ..لأنه يمكن نعيش مع ناس سنين طويلة وما يعرفوا وجهة نظرنا تجاه أسخف القضايا ..
- طبيعي !
الغريب في الموضوع ..أنا لسنا فحسب مللنا من تكرار كل شيء ، ولم نعدْ كذلك نودُ خوض غمارات خاضها قبلنا وفشلوا..الأمر والأدهى بأن صيغة الخطاب التي نتكلم فيها عادةً لا تتغير ..هي ذاتها التي نتكلم فيها سواء بقينا نخوض أم لا ، هي ذاتها بتضاريسها الوعرة ، والتي غالبا ما نعزي صعوبة تنقل الناس فيها الى ضحالتهم وقلة حيلتهم ، في حين هم أنفسهم بحاجة لأن يعيشوا ما عشناه ، لمَ لا .. والأفق يشير الى منهجية أفضل قد تثمر شيئاً ، قد يكون هذا الادراك نابع من كون معرفتي الشديدة بأنه ليست ثمة هنالك من هو غبي بالفطرة ..وانما هنالك ما يقال له انعدام التخاطب بين الطبقات .. فالأشخاص الذين يفضلون الحديث عن مصطلحات " القضية ، الوطن ، الأرض " هم كيان منفصل لما يدعون اليه ، ويرون بأن البقية قد تخلوا ، آخرون ممن لا يعيرون بالاً لما يمكن أن تحمله الكلمات ،يعيشون تفاصيلهم بعفوية ، ويحسون بتعقيد الصنف الأول وتضخيمهم لكل شيء ، وماذا يمكن للمرء أن يتمنى أفضل من أكلة هنية وشربة مريّة ، وأصبح الأمر شيئاً طبيعياً من معطيات الحياة التلا لا اعتراض عليها !الفرق الذي يستحق أن يذكر بين كلا الصنفين ، هو أن الأول الذي يتبجح في كتاباته يطق حنك ويكتب ما يطقه ، في حين أن الصنف الثاني يطق فحسب!
* السبب اذن أنا أصبحنا كعلبة ماء تطفو فوقها نقاط الزيت !
- أصلاً احنا لو كنا محترمين حالنا ..أجدعها جندي على حاجز بيقدرش يفتح تمه قدامنا!
- .............................................!
فلنفترض جدلاً ، بأن ما يقال صحيح ، وأن الحل هو أن" نحترم حالنا " ، أكان حالنا سيصبحُ أفضل ، وكأنهم أتوا من أقاصي الأرض فقط ليعلمونا كيف نحترم أنفسنا ، ولنقل أيضاً بأن حالنا أصبح أفضل ..من نحن ؟ !
Monday, August 10, 2009
مئة عام من العزلة
Sunday, August 9, 2009
Saturday, August 8, 2009
محاضرات في التحليل النفسيّ
ترجمة :جورج طرابيشي
لمحة:
كتاب يضم سبعة محاضرات في التحليل النفسيّ تخيل خالق التحليل النفسي "فرويد" ، انه قد ألقاها على جمهور من الطلبة وهي :
*مراجعة نظرية الأحلام
*الحلم وعلم الغيب
*الهيئات المختلفة للشخصية النفسية
*الحصر
*الانوثة
*ايضاحات ،تطبيقات ،توجيهات
*حول تصور الكون
استكمالا لسلسلة من المحاضرات كان قد ألقاها سابقا ، وهنا يعمّق ما كان قد كتبه في السابق ، الآلية التي اتبعتها في القراءة ،هي اختيار المحاضرات التي تناسب المرحلة الزمنية الآنية ، ومن ثم استكمال الباقي فيما بعد .
Friday, August 7, 2009
الدكّان
- حتى فيها هذاك الشبس اللي بنشتريه من نابلس !
تتسع عيون الطفلات الأخريات على هذه الحقيقة ، ويركضن أمامها حتى قبل أن تدلهما عن مكانها .. كن يعرفن بقريحتهن " السبسطاويّة " أن الموقع لن يكون الا في وسط البلد ، في منطفة ما بجانب المسجد القديم ، حيث تتسع ذراعا القرية لتحتضن كلّ قادم ، كان يوماً مدرسيَّاً طويلاً ..وكنَّ جميعاً بحاجة لاكتشافٍ جديدٍ ، يمضين يومهن كله في نقاش من هي الأولى التي اكتشفت هذا المكان ، ليس هنالك من هو مستعد أن يتنازل عن هذا الشرف .. ويطول النقاش ..
عندما وصلن كان الدكان مكتظاً بالأطفال كل في زاويته التي يحب ، باستطاعة تلك المساحة الصغيرة في ذلك الوقت أن تجمعهم جميعاً دون أن يحس أولئك الأطفال بما يحسُّه الكبار ، بأن الدكان عاديٌّ وأنه ليس بذلك الاتساع الذي كنا نخاله حينها ...في حين وقف هو بجثته الضخمة جانباً يعدُّ القطع المعدنية التي لا تزال تحمل عبق تلك الأنامل الصغيرة .. كان سعيداً بترويجه للبضائع ..لمجرد ذكره لكلمة " زاكي" ..كان الدكّان يكتظ أكثر وأكثر.
في ذلك اليوم اشتريت بــ 2 شيكل كاملين ..وكان مبلغاً ضخماً لاستيعاب عقل طفلةٍ صغيرة تكره أستاذ الرياضيات ، وأبقيت شيئاً ما لأخي الذي يصغرني عاميْن ، وكان وقتها في روضة أيضاً وسط البلدة، ولكن كنت فرحة أكثر بكوني أنا من حدثته عن ذلك لا هو كالعادة ..
مضينا ومضت الأعوام ثقالاً علينا ، حتى بتنا نحن الفتيات لا نمرّ من منطقة وسط البلد الا مارّات فحسب على أحلامٍ أمضتها السنون كذلك ، البارحة فقط كنت مارّة من ذلك المكان .. نسيت لهنيهة ذلك العداد الذي نحمله على ظهورنا ..الذي لا يتوقف الا حين نتوقف ! ..نظرت الى الدكّان ، لأكتشف كم هو لا يزال كبيراً ، لم يصغرْ كما كنت أخال ، بل بقي كما هو باتساعه الزمرديّ ..وقعت عيناي على جدّي الذي يجلس كالعادة بجانب الدكّان منتظراً أخي الصغير كي يكمل شراء ما يودُّه ويعودا أدراجهما الى البيت ، وكان ذلك الرجل في مكانه الذي انتصبه ذلك اليوم ، وكأن شيئاً لم يتغيَّر ..أبتسمُ لجدّي وأكمل المسير ..
الجمعة 7/8/2009:
لم أستطعْ أن أبعث أخي لشراء بعض التسالي ..لسبب بسيط جدّاً أن الدكّان مقفل اليوم ..لا لموعد الصلاة فحسب ،بل شأنه شأن سائر دكاكين وسط البلد، فهنالك بائع دكّان سيوارى الثرى ..
Monday, August 3, 2009
القلم والسَّيف
Tuesday, July 21, 2009
Sunday, July 12, 2009
بطاقة هُوية
في صبيحة اليوم التالي فوجئتُ بأن علي أن أعطي حصة فراغ لصف الثانوية العامة ..كانوا مثقلين بما تحمله تلك السنة عليهم من رؤى ولربما بمجرد أرقام تختزن الذاكرة الخلفية الاحتياطية .. مضت الخمس دقائق الأولى ..دون أن نقوم بأي شيء .. يدي التي لا تزال تستشعر وخزات قلم البارحة تحسست جيب قميصي ومن ثم بسرعة خاطفة كانت قد فُتحت تلك الورقة أمام عيني ..وبدأت أقرأها
سجل أنا عربي ..
" سمعت همسات من هنا وهنالك .."
ورقم بطاقتي خمسون الف
.
.
.
أكملت القراءة ولأول مرة لم أسمع أي همس وأنا أقرأ ..ذانك الطالبان اللذان يزعجاني دائما بأحاديثهما الجانبية في تلك اللحظة لحظتُهما متسمرين ..منصتين .. وكأنهما يعيشان لحظة غابرة .
جذوري قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ وقبلَ تفتّحِ الحقبِ وقبلَ السّروِ والزيتونِ
هنا وقف أحد الطلاب متسائلاً عن معنى الزيتون .. لم تستطع عيناي المحافظة على اتساعهما .. نظرت اليه نظرة توبيخية .. وكذلك لم أبالِ بتجريدية ثقافته الفرنسية..جل ما فعلته هو أن تركت زميله الذي بجانبه يقص ويحكي له عن معنى الزيتون.
سجل انا عربي
ولون الشعر فحمي
ولون العين بني
وميزاتي على راسي عقال فوق كوفية
علت اصواتهم ..بعضهم بالفرنسية وآخرون بالعربية المثقلة .."متل اللي على راس ابو عمار "
لم أدر كيف وبتلك السرعة وصل أبو عمار الى هنا ..واليهم أيضاً.
أصبحت القصيدة في حوزة الجميع ..وفي طريق عودتي لسكني القريب ..سمعت هتافات طلابي تعلو بالقصيدة .. لم أشاركهم الهتاف لاعتبارات عدة ..أجهل أغلبها الآن ..
مضت أيام قلائل على هذا كله .. اذ بصديقي ذاته يدعوني لحضور أمسية شعرية لشاعر فلسطيني مدعو بــ " محمود درويش ".. تأففت قليلاً .. وقبضت بجيبي بقوة .. مستذكراً التزماتي الكثيرة .. وسبب مجيئي وتغربي هنا ..ولكن في نهاية المطاف ذهبت ..لاكتشافه لا أكثر ..ولعل بحوزته ما هو أكبر من مجرد بطاقة هوية ..
هنالك بعد أن قرأ بعض قصائده ..استراح هنيهة ..لم تدم طويلا ..ففجأة صاح مجموعة من الحضور ..
" سجل ..أنا ..عربي .."
كانت دهشته كبيرة حينما اكتشف انهم مجرد طلاب مدارس .. وانهم قد استطاعوا حفظ قصيدته الجديدة .. والتي لم تنشر بعد في دواوين .ولم تكن لديه نيّة أصلاً في قراءتها ...ولكن كان تعلقهم بها أكبر من مجرّد نيّة وقرأها على مسامعنا .."
نظر الي ومن ثم ..أكمل حديثاً آخر مع أناس آخرين كانوا يشاركوننا الجلسة ...!
Sunday, June 7, 2009
لكي لا نغيب
" كونــوا " **
ايمان
_______________________________________________
1 قد تستغربون بأن الغرض البلاغي من الأمر أعلاه هو الدعاء لا الالتماس
Saturday, April 18, 2009
out to TAWJIHI
في الآونة الأخيرة انقطعت الكهرباء كثيراً ، بسبب تلك الحالة الجويّة التي سادت الأجواء ..وفي كل مرة .كنت أركض نحو الشرفة ..للاستماع الى تلك الاشياء الصغيرة التي لا نسمعها عادةً ..هنا لا يُقال عني موغلة في التفاصيل ..فهذه الأشياء الصغيرة في تلك اللحظات تكون كبيرة كفاية لنسمعها .. خرخشة السماء المسائية ..كلما سرّت بذلك الفيض من بتلات زهر اللوز التي تملأ الأرجاء .. أنفي المحمّر الذي لا يأبه لسبب انقطاع التيار الطارئ هذا بل يستمتع بهذا المزيج الكلي وبلا انتقاص .. الأذان الممزوج بأحاديث الأطفال من هنا ..وزحلقة العربات على الشوارع المغسولة بالأمطار من هناك ....حديث مسائي مؤرّخ بــ 20\3\2009
لا انتظارَ بعد الهجرة الاولى
ولا وميض بسمة قد يثقب الدماء
ذات يومٍ ، آمنتُ مع آخرين ,..بأنَّ شعورَ الراحة أسمى بآلاف المرّات من السعادة .. وعلى الرغم من شعوري الدائم بالسعادة الا أن هنالك دائما ما يظل يجعلني أراجع كل شيء .. ولكن الآن ،.. لم يعدْ هنالك من شيءٍ قادر على جعلي أعيد النظر بما أحب .. هذا وقد سموتُ للراحة ، استرحتُ نفسياً .. وقدماي لا تزلان تحثان المسير .." فلم أصلْ بعد ..لكن أعدكم بأني سأفعلها ..وسأكون "..
في البدء
كان الفجر يحسد من يداوي الشمس
لا الصبح حرٌّ ولا حريّة تخطو
بعيدا او قريبا
لا انتحال آخر للنور
وددتُ أن أحدّثكم عن نجمتي ،.. تلك الساطعةُ غرباً ،..أمي تقول بأنها محض قمرٍ صناعيّ .. وذلك بسبب سطوعها الشديد ،..ولكني موقنة أشد الايقان بأنها نجمتي .. ولأني أدركُ جيّداً ،..بأنه مهما مررنا بمحطات ساطعة وهميّة ،.. هذا لا يعني بأن كلها كذلك..وأن هنالك في مكان ما .. ما هو حلو ..وحقيقي .. ومستعد أن يقول أنه كذلك ..!!
Tuesday, February 10, 2009
لونٌ سماويٌّ آخر
Sunday, February 8, 2009
أشياء ثلاثة
Friday, January 30, 2009
♥ رأيتُ أريحا
مرتفعات الباذان
أينما ذهبت .. مرحبٌ بكَ
**************************
مشوار الألف ميل
**************************
**************************
منتظرة على الحاجز
لا شيء ينعتني بأختي
لا شيء يقضمني كصمتي
**************************
**************************
**************************
**************************
أكاد لا أراهم
**************************
**************************
لا زلنا في الألف الأولى
**************************
**************************
**************************
ابتسامة تمحو من وجوهنا عناءَ 3 ساعات سفر
*********************
Monday, January 26, 2009
يافاوي يا برتقال
Saturday, January 24, 2009
(2) كفشات ..ع السريع
- سمعتِ بآخر خبريّة .. فلان سجّل اسمه مع الرايحين ع غزة
- سمعت .. بس أهله ما خلوه
- استنوا شوي .... وين رايحين ؟ ... وتسجيل ايش ؟
- ليش بتسألي ؟
- ممم .. بلكي رحت أنا كمان ..
كل ما أتذكره بعد ذلك هو أنهن أحسسن بأن ما من جديّة في متابعة الحديث في هذا الموضوع .. لا أدري لماذا؟؟ ... لم يكنَّ كذلك عندما حدثتني واحدة منهن عن بيتها في المخيم .. وعندما أحببت الحديث وأكملته باني أعشق المخيّمات .. ربما أسيء التعبير في أغلب الأوقات ..لكنها قد فهمتني وفهمت ما الذي أقصده بذلك العشق غير القابل للتجزئة البتّة .. وكأن الأمر الآن غير مجدٍ الحديثُ عنه ،.. كومات خرابٍ لا أكثر هي ما ستنتظرنا هنالك .. و تلك الآمال الموشاة الجميلة ، ما هي إلا رتوشات كاميرات لا أكثر .. هكذا يود الجميع أن يصدقوا .. يودون ذلك لا أكثر ، وما أكثر الأشياء التي نودها وتكون بعيدة كل البعد عن مرآنا ... أعلم جيّداً باني ساجد الحياة هنالك .. في غزة .. ستكون حياةً أخرى .. لأني أومن كثيراً بأن الموت حينما يمر من بقعة ما يتركُ مدعاة أخرى للإيمان بأن هنالك متسعٌ لسنين إضافية سنعيشها .. لستُ أتحدّثُ عن شيءٍ ذاتي ..شيء ما دافئ يخصني أنا وحدي ، كنتُ أنانيّة جدّاً عندما تحدثتُ بأنتي .. ولكن اعذروني فأنا لا أستطيع التحدث باسمي فكيف باسمكم ..
*******
ولكن هنا يجيء السؤال الموجِع هل إذا ما مسّوا قريتنا الأخرى .. هل سنتهمُكم بالعويل ؟؟؟
ما علينا
ع العافية
Friday, January 23, 2009
عرّافة الوادي
أحسدُ أولئك الذين باستطاعتهم أن يعيشوا اللحظات التي يحبونها في الوقت الذي يشاؤونه ،.. أنا حتى لا أستطيع أن أعيشها في وقتها ، قد أغيب عن ما حولي فقط لأني لا أصدّق بأني أعيش هذي اللحظة والآن ..
أكره تحجيم الأشياء الضئيلة ، رغم اني أفعل ذلك فعلاً ودائماً .. ليس لدي ما قد يستحق أن ينعت بالمهم ... وحتى تلك الاشياء التي يتحتم عليها أن تكون مهمة ، لا تلاقي ذلك الرواج فيّ ..
انتهت الحرب ..
بعد مضي فترة على كل واحدة نختم بقوة على أفئدتنا بهذه العبارة .. قد يتحامق بعض اللغويين وييضيفون " انتهت هذه الحرب " على اعتبار أن هنالك في جعبتهم ما يتحتم علينا عيشه أيضاً .. والسؤال هنا لماذا نتحدث بلغة ما بعد الحدث ؟؟.. وكأنه انتهى .. وان كان جزئياً ..1 في كل مرة نختلق تسميات مختلفة لتقبّل المرحلة المعاشة .. وننهيها بتسميات أخرى ..2 في كل مرة نبدأ من النقطة عينها التي اعتدنا البدء منها ...3 عيوننا التي تتسع لأكبر حد .. 4 أفواهنا التي تنهال على من نرى ومن لا نرى بعبارات من هنا وهنالك ..5 ندعو الله أن تستمر مقاومتنا المجيدة ..6 أن نبقى صامدين .. 7 نعيش المأساة بكل حذافيرها ..ونتفاجأ من هولها .. نذعر من همجيّة تلك القوة .. نشتم ..نسب .. نلعن .. نفتر ونتهاوى جانبا .. 8 مع عبارة رائعة لا تخرج من شيء بأنا " انتصرنا "..
وانتصرنا ..
9 ومن ثم نعد عدتنا لبدء شيء جديد غير مسمّى بعد ..10 ستأتي قوة مشرعنة من مكان ما تجلب لنا خيراً وفيراً وتفيض أرضنا لبناً وعسلاً .. لن يكون هنالك من عاطلين عن العمل .. جامعاتنا ستحفل بأساتذة مرموقين ..11سنحب الخليفةَ الجديدَ ..12 سيسأمنا الخليفةُ الجديدُ .. 13 سيأتي خليفةٌ آخر ..14 سنسأم بعضنا 15 ومن ثم نختلق تسمية مناسبة لحدث غير مناسب ..16 وتبدأ عيوننا من جديد بالاتساع شيئاً فشيئاً .. ستنهال أفواهنا بالشتائم على ذواتنا .. سَــ تحدث أشياء كثيرة .. من يقتني دولاب الزمن .. لن يقصدَ العرّاف يوماً ..
Saturday, January 10, 2009
نقاش ديمقراطي ... الجزء السابع
Monday, January 5, 2009
بعنوان مخفيّ
Saturday, January 3, 2009
تنويه
أقف لوهلة على هذه العبارة التي قالتها احدى أمهاتي هنالك ، وقفة ليست تحليلية بموضوعية ، بقدر كونها مجرّد عيش عبارة آنية لحظيّة ، وراءها منزلها المهدم حتى بات هو و الأرض سيان ، العيون التي تنشج من حولها لا توحي الا بعبارات مماثلة لهذه ، .. ربما لو جيء بها بعد ساعات ولربما أقل لكانت قالت شيئاً غير ذلك ، أو لربما أرادت أن توقع على مقولتها لا بعبارة شاهد عيان ، وانما بعبارة .." العبارة المقولة قبل قليل لا تعبر بأي حال من الأحوال لا عن رأي قائلتها ولا عن رأي ناشريها " ...
شعب مستضعف ؟
ومنيّل؟؟
على أي حالٍ ، هي تعي بأنها لا تتحدّث عنا ، .. ونحن لسنا مستضعفين؛ فالمستضعفون هم اولئك الذين لا خيار لهم في عدوانٍ يُرتَكَبُ في حقهم عنوةً ، فالخيار لم يتزحزح أبدا عن طاولتنا ، وبامكاننا وبأقل حركة ممكنة أن ننهي هذا كله ، مجرد خرقة بيضاء بالية تتعالى من بين ركام احد المنازل كفيلة بانهاء هذه البلبلة \\ يحب البعض تسميتها بذلك \\ (( ولا من شاف ولا من دري )) ، ولكن لأن الخيار بيدنا ولأن خيار أن نكون جزءاً من هذا التاريخ أرغمنا على الصمود ، والبقاء ، واستخدام هذه الخرقة في تضميد جراح من بقوا .. لسنا شعباً ((منيّل)) إذن ،، وهذه وحدها كفيلة بأن تجعلنا نعي أن ما من أحدٍ قادر على تخليصنا مما نحن فيه الا أنفسنا ، ولا جهود سلام ولا تحركات من أجل تجديد تهدئة جديدة قادر على أن يغيّر شيئاً ، هم يحركون عقارب الساعات لا أكثر ، فليجعلوا الوقت ليلاً كما يشاؤون ، نحن نستطيع رؤية الشمس تسطع رغم ما يدعونه عن حلول الليل ..
- gift from USA
- بتعرفي سألني حد مرة اذا ما اضطررتَ للدم ، وكان الدم الوحيد منهم .. هل بتاخد منهم .. انا قلت طبعا لا ..
كل شيء يشير الى أن الخيار بيدنا ، ولسنا مرغمين على شيء ، حتى أطفالنا باتوا اليوم يدركون ثقل هذا الخيار الذي اختاروه .. رغم الجراح ، والنادبات التي باتت تحل في كلّ شبرٍ هنالك ، او بلا استدراك بسبب الجراح والنادبات التي تحل هنالك ، تزداد مشتقات الصمود والبقاء اللغوية بالتردد على ألسنتهم هنالك ..
ملاحظة : الحديث أعلاه مجرّد تنويه بسيط لحقيقة غير بسيطة ..
و
Happy birthday
آسفة / قصدي
Happy new year
" هذا اذا كان هنالك ما يلوح بالافق على شيء جديد "