المؤلف :جابرييل جارسيا ماركيز
ترجمة :د.محمد الحاج خليل
الناشر:المؤسسة العربية للدراسات والنشر
لمحة:
قيل الكثير الكثير عن هذه الرواية ، حتى باتت أي كلمات يمكن أن تدلى في حقها لا تحيط عوالم هذه الرواية تلك الاحاطة التامة والكاملة ، قد يكون التأثير الذي يمكن أن تؤثره رواية مثلها محض كلام في رأي البعض ، ولكن وبعد أن تكون هذه الرواية رفيقة دربك لفترة لا تعدو قراءتها فحسب وانما قراءتها والامعان فيها أشد الامعان ، وقتها فقط ومستقبلاً سنبدأ باستشعار بواطن التأثير فينا ، فكرة القرارات وليدة اللحظة تلك التي لا تخرج الا عن عقول عاشت طويلاً ، الصمت الحاكي الذي يظل يلف الأرجاء حتى تحين اللحظة ، أن تعيش فقط لكي ترى الدولاب يدور ، ولكي تكتشف فعلاً بأن هذا دولاب .. ولكن الفرق الوحيد هو أن هذا الدولاب يكبر ويكبر ، أن توقن بأن بقاءكَ في مكانك خيار صائب ، ولكن بعد أن تكتشف المحيطات حولك ، تتنسلخ من مكانك ، ومن ثم ما تبرح أن تعود..أن تكون متأثراً ومن ثم مؤثراً ليس بالشيء السهل أبداً .
اقتباس :
" لما جاء المندوبون المحافظون كي يدلوا بمقترحاتهم حول الحرب لشخص هو من قادة الأحرار "
كانوا يطلبون اولا اعادة النظر في صكوك الملكية لكي يحصلوا على تاييد الملاك الاحرار ، ويطلبون ثانيا ، التخلي عن الكفاح المسلح ضد رجال الدين ،علهم يحصلون على تاييد الجماهير الكاثوليكية ، ويريدون اخيرا ، الحفاظ على سلامة الاسرة ، والتراجع عن القول بالمساواة بين الاولاد الطبيعيين والاولاد الشرعيين .
وكان تعليق العقيد اوريليانو بوينديا ، بعد ان انتهت قراءة المقترحات ، ان ابتسم وقال :
- هذا يعني اننا لا نقاتل الا من اجل السلطة ؟!
فاجاب احد المبعوثين:
- هذه تغييرات تكتيكية واصلاحات مرحلية ، فالهدف الرئيس حاليا هو توسيع القاعدة الشعبية للحرب ، وبعدها ستكون لنا نظرة ومراجعة اخرى .
فسارع احد مستشاري العقيد السياسيين ليقول:
-هذا تناقض ، فاذا كانت هذه تغييرات جيدة ، فذلك يعني ان النظام المحافظ جيد ،واذا كنا بفضلها سنتوصل لتوسيع القاعدة الشعبية للحرب ، فكانكم تقولون ما يعني ان النظام المحافظ يستند الى قاعدة شعبية واسعة ، وكل هذا ، بالتالي ، لا يعني الا اننا قد كافحنا وقاتلنا طوال عشرين عاما تقريبا ضد عواطف الامة .
واراد ان يكمل ، ولكن العقيد اوقف حديثه باشارة منه ، وقال :
-لا تضيع وقتك يا دكتور ، فالمهم اننا ، منذ هذه اللحظة لن نقاتل الا من اجل السلطة .
4 comments:
حظي قليل مع الادب اللاتيني
لذلك لم تعجبني رواية ماركيز هذه،ولا اجد انها تستحق كل هذا الوصف الجميل
واعتقد ان السبب الرئيسي هي الترجمة
فالادب حين يترجم من لغته الام يمسخ
لذلك يتداول الادباء مقولة ان الترجمة خيانة-خيانة للنص
ما يغيظني هو ان الادب اللاتيني اصبح موضة المتثاقفين-ولست منهم طبعا ياعروبة- لكني تجادلت يوما مع احدهم حول رواية الخيمائي لباولو كويلو والتي ذاع صيتها عربيا،وجدت عنده ان من اصول اللياقة الثقافية ان تقرأكويلو والخيمائي وتعرف عنه جيدا
في حين انه يجهل عن الروائي و الفيلسوف الليبي الكبير ابراهيم الكوني،والذي يحظى بالاحتفاء في الغرب والتجاهل في الشرق، مثلما يلقى كويولو والاحتفاء عندنا
انصحك بقراءة رواياته يا عروبة خصوصا
التبر و نزيف الحجر
حاولت ان اقرا بعض الكتب المترجمة وعندما بدأت فيه قرآتها لم أصل الى روعة ما قيل عنها ربما لانه الترجمة تلعب دورا مهما في ذلك ..
السلام عليك يا عروبة
كم افرح عندما اجد روايات علقت
بالذاكرة ولمن..! لعزيزي ماركيز
احيانا اجد صعوبة في تذكر كامل الاحداث لانها ملحمة ادبية زاخرة بالاحداث لكني لا انسى الزوجة عندما رحلت تبحث عن ابنها وحدها وعادت بقافلة مهاجرين ... تخيلتها بملامح قوية وعيون تشتعل عظمة كم اجدها رائعة .. اشكر لك مجهودك
اذكر تكاما المرحلة التي قرات فيها المائة عام من العزلة
واذكر كيف كنت احملها معي يوميا في الطريق من الجامعة الى السكن
لعل تعليقي هنا مرتبط بالذاكرة اكثر منه بادب العظيم ماركيز
تحياتي
Post a Comment