Friday, January 23, 2009

عرّافة الوادي


أحسدُ أولئك الذين باستطاعتهم أن يعيشوا اللحظات التي يحبونها في الوقت الذي يشاؤونه ،.. أنا حتى لا أستطيع أن أعيشها في وقتها ، قد أغيب عن ما حولي فقط لأني لا أصدّق بأني أعيش هذي اللحظة والآن ..
أكره تحجيم الأشياء الضئيلة ، رغم اني أفعل ذلك فعلاً ودائماً .. ليس لدي ما قد يستحق أن ينعت بالمهم ... وحتى تلك الاشياء التي يتحتم عليها أن تكون مهمة ، لا تلاقي ذلك الرواج فيّ ..

انتهت الحرب ..
بعد مضي فترة على كل واحدة نختم بقوة على أفئدتنا بهذه العبارة .. قد يتحامق بعض اللغويين وييضيفون " انتهت هذه الحرب " على اعتبار أن هنالك في جعبتهم ما يتحتم علينا عيشه أيضاً .. والسؤال هنا لماذا نتحدث بلغة ما بعد الحدث ؟؟.. وكأنه انتهى .. وان كان جزئياً ..1 في كل مرة نختلق تسميات مختلفة لتقبّل المرحلة المعاشة .. وننهيها بتسميات أخرى ..2 في كل مرة نبدأ من النقطة عينها التي اعتدنا البدء منها ...3 عيوننا التي تتسع لأكبر حد .. 4 أفواهنا التي تنهال على من نرى ومن لا نرى بعبارات من هنا وهنالك ..5 ندعو الله أن تستمر مقاومتنا المجيدة ..6 أن نبقى صامدين .. 7 نعيش المأساة بكل حذافيرها ..ونتفاجأ من هولها .. نذعر من همجيّة تلك القوة .. نشتم ..نسب .. نلعن .. نفتر ونتهاوى جانبا .. 8 مع عبارة رائعة لا تخرج من شيء بأنا " انتصرنا "..

وانتصرنا ..
9 ومن ثم نعد عدتنا لبدء شيء جديد غير مسمّى بعد ..10 ستأتي قوة مشرعنة من مكان ما تجلب لنا خيراً وفيراً وتفيض أرضنا لبناً وعسلاً .. لن يكون هنالك من عاطلين عن العمل .. جامعاتنا ستحفل بأساتذة مرموقين ..11سنحب الخليفةَ الجديدَ ..12 سيسأمنا الخليفةُ الجديدُ .. 13 سيأتي خليفةٌ آخر ..14 سنسأم بعضنا 15 ومن ثم نختلق تسمية مناسبة لحدث غير مناسب ..16 وتبدأ عيوننا من جديد بالاتساع شيئاً فشيئاً .. ستنهال أفواهنا بالشتائم على ذواتنا .. سَــ تحدث أشياء كثيرة .. من يقتني دولاب الزمن .. لن يقصدَ العرّاف يوماً ..

1 comment:

لاجئ الى متى said...

لا أظن ان الحرب انتهت
بل هي مقاومة صمدت
وسيكون هناك المزيد من الحروب

كوني بخير