Thursday, January 24, 2008

ثوروا أيها العبيد

سماء ملبدة بطبقات كثيفة من الغيوم ..يصارعها القمر، فيرسل حزمة ضوئية تكاد لا تكفي لإبصار ذاتنا، لا بدّ وان نكون في مكان ما.
من قال بان عينيك هي من ستبصر ذاتك ... من قال؟؟ .
استحالة تحوّل هذه الليلة إلى قمريّة ، هو ضرب من العبثية ..عبثية المنطق ..حيث يعبث هو في المجريات مستمتعا بتأوهاتنا ،، لاهيا ببحثنا اللامنتهي عن ذاتنا المعدم .
من قال ذلك ؟
قد نكون في مدرسة للمصارعين يديرها ميتاتولس الشرق ،، يدربنا على مصارعة ذاتنا .. بقاؤك حيث أنت مرهون بحجم لاانسانيتك ..فبقدر ما تقتل تضمن بضع أيام إضافية يلهو المنطق بك فيها...مقابل حفنة من الشعير تأكلها مع أحصنتهم التي تشارككم مسكنكم أو بالأحرى تشاركونها انتم ..
في مكان ما يركد سبارتاكوس يبصر إخوته من حوله يقرطون الشعير ، تخترق عيناه وحشيتهم وعبثية المنطق بهم إلى أن تستقرا حيث يشاء .
علت دعوته صارخة من أعماقه إلى أعمق من أعماقهم:" ثوروا أيها العبيد "
ثاروا .. فلا خيار غيرها....الثورة .
من قال أن لا خيار لنا.. من قال .؟؟
من قال أن الثورة هي أيضا عبث ؟......ولكن كونك جادّ هو ما سيبقيك حيث أنت ..سيملّ ذاتك من لاانجازك ..لذا فلتثر وان كان عبثا .

لبت الجحافل نداء ثورته ..مظلومون قرروا وما اخطر المظلومين حين يقررون ..فكونك كنت ضعيفا أمس ..يجعل من احتمالية جعلك قويا ، كبيرا جدا .
ثورة ، ثورة ، ثورة .
وها هم قد عبروا المعبر .. عبروه رغما عن المنطق ..عبروه جاعلين المنطق يتوهم بأنه لا يزال يعبث بهم .في ساعة اخرى في ذلك المكان الآخر ..يتحسس الباقون رقابهم ليدركوا بانهم ليسوا أحرارا ..وان صكوك عبوديتهم تركد في اللاموجود ... او تراه موجودا للبعض الآخر ...فيستحيل المضي في هذه الفوضى ...ويستحيل المستحيل .

Sunday, January 20, 2008

بــــــــــحر..


نسمة لطيفة تهب من بعيد .. من وراء مزيج الخيوط الحمراء المنسدلة من فوق لتصافح زرقة المياه ثم تغيب بعيدا . ..... امواج تهدر مقتربة سرعان ما تتكسر على صخور الشاطئ رذاذا ينتشر ليملا الارجاء ....اغمض عينيّ تفاديا لقطرات الماء تلك ... وما البث ان اشرعها .. فيجب على ان اغتنم كل لحظة هنا . وان لا اجعلها تضيع كسحب تموز ، هذه انا وهذا هو البحر ... مفارقة لطيفة ،،،انا والبحر ..

حلم وواقع ... تصطدم هاتان الكلمتان فتذوب الاولى في الاخيرة .....لتحدثان صراعا ازليا .... ولكن مخيلة هذه الفتاة قد نجحت باحالة حلمها هذا الى قضية ،، فعليه ان يغدوا اقوى . وكلمة قضية ستفي بالغرض .. على الاقل في هذا الصراع غير متوافق الطرفين .

ماء مالح ..... وبعض رمال تشربت ملوحته وحرارة الشمس .. كلاهما كفيلان بان يشبعا ظما تلك القدم العارية . ،، في أي بقعة ستجد تلك الفتاة . ماء ورملا تحت قدميها يبغيان رحمة هجرانها .........في أي بقعة، والعالم كبير .. ولربما لن تنتهي من تعداد اسماء مصطحاته المائية ،،،ان هي ارادت ذلك .
ولكن، يبدو ان هذه الفتاة وكما يقولون عندنا " مخها يابس " لا تقبل الا بذلك الحلم الي احالته بيديها الى قضية ،،،هل هنالك ما يسمى فعلا ببحر غزة؟......بحر عكا؟؟؟......وغيرها من البحور التي لطالما ارهقت اذاننا وهي ترددها غير ابهة بمصطلحات الجغرافية الحديثة والقديمة على السواء .

غريبة هي تلك الفتاة ، غريبة هي بجغرافيتها ، بتاريخها . الذي صنعته هي بنفسها لنفسها ولغيرها كذلك ..
ربما نجحت مدرساتها في حشو القرن الواحد والعشرين في دماغها ... ولكن الطريق الى مخيلتها كان شاقا وصعبا ولم يصله احد .......فلا تزال تعيش في حقبة ما قبل الـ48 ....تتجول هنا وهناك ..تغني يا ظريف الطول ..... وتنتظر من رحلوا ليعودوا .....لم تعلم بانهم وغيرهم قد نسوا بانهم رحلوا !!!!!

Friday, January 18, 2008

زغردي


" قلّي ما تبكي ولا تنوحي عليّ .. بدي اياكي تزغردي !!"

هكذا بررت الام زغردتها , خوفا من ان تتهم بالارهاب . فامهاتنا ارهابيات وشهداؤنا ارهابيون كذلك . وهم يدافعون ليس الا !!!!!
حاولت حشو هذه الافكار داخل المساحة المتبقية من دماغي .. ولكن لا فائدة !!!!!

فلننظر للجانب المشرق : على الاقل لم يعدّ محاصرا كما الباقون ......!!!! .... لن ينتظر خطوة من لم يخطو في حياتهم اية خطوة .....
ولكن ماذا يفعل الباقون ..... غزّة تنظر الينا وفي عينيها الكثير الكثير من العتاب .. ولكن لا داعي لذلك كله فنحن نتقن فنّ تحاشي النظر اليها.

"ابتسامة شبه انتصار"

غزّة . عتابك لن يغير من حقيقة كون الجميع قد احب زاوية التخاذل تلك . فقد بات هذا يعطى كجرعات يومية في عروقنا ... خطاب سياسي كل يوم ومن ثم نصف ساعة تصفيق على ما لم نفهم .. كفيل بجعلك مجردّ مساحة ثانوية لذاكرة آن لها ان تزول .

غزّة .. هو عصرنا عصر سرعة اذن ......سرعة انتشار حمّى التخاذل ذلك ......
غزّة ..... يا أمي وما اكثر امهاتي ..... يا وجع العروبة حين تستيقظ على بقايانا ........ غزّة كوني انت وساكون انا انت كذلك !!!!!!!!

غزّة ... يا أمّ الفجائع ... يا مجموعة الرمال التي تنتظر على بحر مغلق .. فبعد البحر لا شيء. وقبل البحر سيمفونية ابت الا ان تبقى تعزف وتعزف على بقايا فجائع لم تنته بعد ولن تنتهي !!!!!!

من قال بأنّا شعب يعشق الفجيعة ..... ننام على واحدة ونستيقظ على أخرى . وكذلك نموت بواحدة .... من قال بأنّ كونك كذلك يجعلك تعشقها !!!!!!...... نتقن كذلك فنّ صنع الفجائع.... ففجائعنا ليست كفجائع غيرنا ......
تكتيك مدروس بدقّة كي نكون ارهابيين بامتياز ....... صافحهم بحرارة وبذلك ستزيل عنك ذلك العارّ المتوارث جيلا بعد جيل ........ آمن بمجموعة الارقام تلك التي كان من المفروض ان تقرر مصيرك ..242 ...338 ...194 ..... واذا اردت ايضا ....111...333...444......555..... والاهم من ذلك كله ..000

Thursday, January 17, 2008

بــداية صعبة



صفحة بيضاء ... قلم اختار سبيله , وأنا وحيدة .. لا تنفك تلك
الهواجس تجتاحني بين فينة و أخرى , تضخم من ضخامة الأحداث..
لا أحد مرتاح .. لذا لا يجدر بك ان تكوني كذلك !!!
فاما أنا واما أنا ... ولا نصر محتّم ولا هزيمة كذلك ..
كوني محض تفصيل هامشي في هذه الدوّامة لن يريحني , فقار غضب المخططين لن يصب الا علىالتفاصيل الهامشية ,, وعليها تفاديا للفناء ان تفتح اعينها جيدا , وان تستشعر ما يحاك حولها .. رغم تغييب الحواس .
خيار ان اكون متفرجة ,ليس بيدي ايضا .. في لحظة ما سأجرّ لاشارك في هذا العراك , لذا سادخل بملء ارادتي قبل حلول هذه اللحظة المباغتة .
على اي حال من الاحوال لن اخرج من هذا الرهان خاسرة ولن اعود من حيث لم اذهب .. كما يقولون .. ستقبى قدماي تتشبثان بالارض لتشكلان مزيجا . من الارض وللارض .. ولا مساومة .
سابقى هنا ,, قرار نهائي .. صعب ولربما لم يكن الامثل في هذه اللحظة بالتحديد . ولكن الارض تكلمت وباحت بما تريد . وما تريد ليس بجوزتي , ولكن سيكون يوما ما كذلك .
كم هي صعبة البداية .. وكم هي محاولة البقاء في البداية صعبة كذلك .. ساحاول جاهدة ان يظل الخيار بيدي . ساقود دفة المركب الى حيث ساحوز على ما تريده الارض .. ولن انتظر واقفة امام البيت لحظة ان يزهر اللوز . فمجرد الانتظار هو اشعار بطريقة او باخرى " بالهزيمة " .