Sunday, January 20, 2008

بــــــــــحر..


نسمة لطيفة تهب من بعيد .. من وراء مزيج الخيوط الحمراء المنسدلة من فوق لتصافح زرقة المياه ثم تغيب بعيدا . ..... امواج تهدر مقتربة سرعان ما تتكسر على صخور الشاطئ رذاذا ينتشر ليملا الارجاء ....اغمض عينيّ تفاديا لقطرات الماء تلك ... وما البث ان اشرعها .. فيجب على ان اغتنم كل لحظة هنا . وان لا اجعلها تضيع كسحب تموز ، هذه انا وهذا هو البحر ... مفارقة لطيفة ،،،انا والبحر ..

حلم وواقع ... تصطدم هاتان الكلمتان فتذوب الاولى في الاخيرة .....لتحدثان صراعا ازليا .... ولكن مخيلة هذه الفتاة قد نجحت باحالة حلمها هذا الى قضية ،، فعليه ان يغدوا اقوى . وكلمة قضية ستفي بالغرض .. على الاقل في هذا الصراع غير متوافق الطرفين .

ماء مالح ..... وبعض رمال تشربت ملوحته وحرارة الشمس .. كلاهما كفيلان بان يشبعا ظما تلك القدم العارية . ،، في أي بقعة ستجد تلك الفتاة . ماء ورملا تحت قدميها يبغيان رحمة هجرانها .........في أي بقعة، والعالم كبير .. ولربما لن تنتهي من تعداد اسماء مصطحاته المائية ،،،ان هي ارادت ذلك .
ولكن، يبدو ان هذه الفتاة وكما يقولون عندنا " مخها يابس " لا تقبل الا بذلك الحلم الي احالته بيديها الى قضية ،،،هل هنالك ما يسمى فعلا ببحر غزة؟......بحر عكا؟؟؟......وغيرها من البحور التي لطالما ارهقت اذاننا وهي ترددها غير ابهة بمصطلحات الجغرافية الحديثة والقديمة على السواء .

غريبة هي تلك الفتاة ، غريبة هي بجغرافيتها ، بتاريخها . الذي صنعته هي بنفسها لنفسها ولغيرها كذلك ..
ربما نجحت مدرساتها في حشو القرن الواحد والعشرين في دماغها ... ولكن الطريق الى مخيلتها كان شاقا وصعبا ولم يصله احد .......فلا تزال تعيش في حقبة ما قبل الـ48 ....تتجول هنا وهناك ..تغني يا ظريف الطول ..... وتنتظر من رحلوا ليعودوا .....لم تعلم بانهم وغيرهم قد نسوا بانهم رحلوا !!!!!

13 comments:

alzaher said...

شرفتيني بزيارتك لمدونتي وبلهجة أهل فلسطين أقول لك
"لولا المحبة على الأقدام ما جينا
ولا دهسنا أراضيكم برجلينا"
:)

Hedaya Al Haj said...

وصلت تحيتك ...وانا اقول لك بلسان الضاد :
يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل

Hedaya Al Haj said...

انا اكتر صديقتي ........تحياتي لك ..
زيارتك طيبة

Anonymous said...

أن تحافظ على ذاتك، و هويتك في أيامنا التي نعيشها، هو تحدّي، حسب ما قرأتك أنتِ "قدّه" !

سعدت بالتعرف إلى مدونتك كثيرا
يبدو أنه يوم حظي :)

محمود

Hedaya Al Haj said...

يوم حظي هو كذلك ...فاهل غزّة يزورونني في حين انا التي يجدر بي ذلك ...

فذّة ......ما زال الوقت مبكرا

تحياتي لك\\

Anonymous said...

نسيم البحر يهتف بالداخل متى اللقاء

Hedaya Al Haj said...

بركان الجنون

يهتف وسيظل كذلك وقلبي يهتف شوقا للبحر ولبحر غزة الان

تحياتي لك\\

dkaken said...

عند بحرية يا ريس سمر و شرقية
و البحر كويس يا ريس

Hedaya Al Haj said...

البحر بالنسبة لي اكتر من انو كويس.....

مشكوور على زيارتك

Anonymous said...

تسجيل زيارة واعجاب
تحياتي

Hedaya Al Haj said...

اخي بهاء

شكرا على زيارتك الطيبة

لاجئ الى متى said...

أعذريني فهذه الكلمات
ليست غريبة علي ّ وإني
على ثقة بأنها لامستني ذات يوم
.. عروبة أنا هاد مو ردي هاد بجد شعوري
..
الرد موصول الى التي ذابت في تفاصيل الإحمرار
ان امتزاج الإحمرار في عينيك يقتلني
عذبة أنت في اشتياقك الملتهب للعودة
وذات يوم سينفجر الاحمرار اشتياقا
أتمنى أن يكون اللقاء على شواطيء عكا
لكي تدوم هذه اللحظات عشقا ولكن
في احمرار القلوب

Hedaya Al Haj said...

كم تلهفت لهذا اللقاء ..على شواطئ عكّا ايضا ..!! قد لا احتمل حرارة الحلم .. ولكنه ليس حلما فحسب انه غاية ..وغاية قريبة جدا امام ارادتنا ...

لاجئ الى متى

تحياتي لك\\