Saturday, March 1, 2008

حَقيقةٌ ومَجازٌ ،


ملتحِفة بالليلِ تعودُ غزةُ هذه المرة ، وفي كلِ مرة تجدُ الابتسامةَ الباليةَ ذاتها ، ستملُّ الأخيرةُ من تَكرارِ المشاهدِ ، الأماكنِ ، ولحتَّى الوجوه فهيَ ذاتُها تلك التي تبكي الآنَ ، تغضبُ ، وتضحكُ غدا على تلك الوحوشِ آكلة لحومِ البشرِ ، التي تغمسُ من عظامِنا في قدرِ الدمِ ذلك المُسَمَّى مَجازا بـ" غزة " ، بها توقِّع معاهدات حسنِ سلوك ، لفترة إضافية نحتل فيها المرتبةَ الأولى في موسوعةِ غينيس ..ولكنا استثنائيون كالعادةِ ، إذ نحتلُ بجدارة خيباتِ العالمِ بأسرِه .
حَقيقة ومَجاز.. ولكنَّ كلمةَ واقع لا تحتملُ إلا معنى واحِد ، إلا معناها الحقيقيّ .. البارِد ، الجاف لحدِ التقشرِ .. قد تكونُ محاولةُ الغوصِ في احتواءِ الواقعِ داخلَ مجاز ما ، هي كطفل صحراويّ حدثتُه عن زهرِ اللوزِ فباتَ وأصبحَ وأمسى ينتظرُ تزهيرَه بجانبِ صباره صلبة .
لا مجاز الآنَ ، والغربالُ ثقوبُه كبيرة ، حتى لاخالُه غير مغطى بتلك الطبقةِ التجريديةِ ، والشمسُ تموزيّة تتحدَّى محاولاتِ المطرِ الغبيّةِ في تصييرِها غير ذلك وأنا اكتفي بحثِّ عينيَّ على البحثِ عن ذلك المجازِ المشئوم ِ.

ونحن نحبُّ الحياةَ ... إذا ما استَطعنا ِإليها سبيلا .
لن اكتفي مثلَكَ بالمقطعِ الأولِ ، ولن أولِ تلكَ الأهميَّة أيضا لهذه الجملةِ الشرطيةِ .. فقواعدُ اللغةِ لا أظنُّها ستَبقى صامدةً إذا ما رأت ما نرى ، بأيِّ صفحة في كتابِ القواعدِ هذا يُحال الفاعلُ الى مفعول به ، الحالُّ في المكانِ إلى الراحلِ منه إلى هناك .. فقط لأنَّ قواعدَ لغةِ الآخرِ تقتضي كسرَ القواعدِ .

........................................................................................................................................


تتسللُ تلك النقاطُ لتحتل حيزاً كافياً في مخيلتِي ، تستطيعُ من خلالِه تحريكَ المجرياتِ كعرائسَ في مولد ما ، خاطبتني في محاولة خسيسة لكسرِ جدارِ التفرُّد ِالذي أحطتُ نفسي به مذ حلَّت ضيفةً غيرَ مرغوب بها ... لم تُرِد أن تبقى حبيسةَ مقطع نثريّ عجزَ مؤلفه عن إيصالِ فكرتِه الشعثاءَ ، فاكتفى بها لتختصرَ حروفاً شائكةً سدَّت حلقَه . وجعلت من وجههِ أشبهَ بمحاولة خبيثة لزجِ عصفور في عراك مع تماسيحَ هائجة .
عن أي عصافير أتحدث ؟؟... حقيقة لا أملك إجابةً .. وحقيقةً أيضا لم يتبقَ في المساحةِ من تعريف شاف للحقيقةِ !!!

22 comments:

victory way said...

أريد أن أعبر وأن أظهر سخطي وغضبي وحزني على ما يحصل في غزة ,,,,

لا أعرف كيف أريد وأريد لكني لا أجد سوى القلم للتعبير عن هذه المشاعر إتجاه إخواننا في غزة

والله لو كنت في غزة لفعلت وفعلت أو كنت ذا منصب لفعلت أكثر وأكثر

لكني لا أملك سوى قلمي الآن وفكري الذي لم يتلوث بعد بافكار بائتة


إبقو يا إخوتنى فأنتم جند الله أنتم الذين سيصنعون عزتنا بعيدا عن كل سلام مشؤوم

أنتم ستصنعوننا بسلاحكم وإيمانكم وصبركم


قلوبنا معكم

وجميعنا أرواحنا فدا هذا الوطن العريق

تحياتي أختي عروبة

Anonymous said...

أجدنا الصراخ والعويل، حتى بُحت منا الأصوات، ووهنت منا الحناجر، وجفت منا الدموع.

تعودنا مشاهد الأطلال والنعوش والجثث والدماء، حتى صار تعداد القتلى مجرد أرقام لا معنى لها.

صارت آذاننا تستمتع بعويل النساء وبكاء الأطفال، حتى تجمدت منا القلوب وتحجرت المشاعر.

صار القلم يخجل من الكتابة، وصار اللسان يعف عن الكلام، بعد أن خاضا كل ميدان للخطابة والتصنيف والتنظير، حتى استنُفدت كل الكلمات، وتعفنت كل العبارات

قد قلتيها يا صديقتي
وقد اقتبستها منك وكتبتها ونقلتها وبكيت على إثرها

أينَ أنتُم مِن غزَّة .. يا عربا بِلا عِزَّة     

Anonymous said...

"اكتب ما تجوش به نفسُكَ... لا تخشَ شيئا"

أتدري؟ كنت خائفا فعلا أن أشرع بالكتابة و أنا أعرف أن موعد قطع الكهرباء قد حان الآن . لكني سأتكلم بلا خوف ، و إن ضاع .. تستطيعي أن تشعري به ، صح؟
:)

أصبحت أعشق إعتيادي على قراءة نصوصك مرّة تلو المرة و أبتسم في كل مرة عند ذلك المقطع الذي يتكرر في كل نصوصك ، ذاك الذي يخصّ "زهر اللوز" الذي أصبح يرتبط بذاكرة متشرّد - بطريقة أو بأخرى - بـ عروبة و سبسطية و الصور الكثييييفة

أنا الذي خذلت الكثيرين اليوم في محاولة منهم لإنتزاع إبتسامة ، أبتسم - بعد أن أطفئت التلفاز - الآن بعد منتصف الليل أمام نصّ ، واو

لن نكتفي ، هيا غنّي معي :
نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
ونزرع حيث أقمنا نباتاً سريع النمو ، ونحصد حيث أقمنا قتيلا
وننفخ في الناي لون البعيد البعيد ، ونرسم فوق تراب الممر صهيلا
ونكتب أسماءنا حجراً حجراً ، أيها البرق أوضح لنا الليل ، أوضح قليلا
نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا


عروبة
في الحقيقة أقف حائراً في آخر دقائق للكهرباء و لا أخشَ أن تقطع قبل أن أنشر ردّي .. تجردت من الخشية في بداية الرد أعلاه ، ما أود قوله بإختصار : لم أتجاهلها و لن أفعل بعد اليوم ، هذا وعدٌ
:)

صباحك زهر لوز (F)

صوت من مصر said...

بجد لايفيد البكاء على ارضى لو هزرعها دموعى مش هتكفى
بس ممكن ارويها بدمى ودم اهلى ؟
لانها مش ارضى ده وطنى
بجد مش عارف اقولك ايه مستقبلك رائع جدا فى الكتابه يا عروبه

Anonymous said...

............................؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماذا بعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لاجئ الى متى said...

غزة باقية
وتلك الاساطيل الى زوال
كوني وكونوا على ثقة
ان غزة ستقاوم وسترفض الهوان
وأن غزة ستبقى وأشلاء جنودك يا اسرائيل ستبقى ايضا

ــ
طبعا لا تفوتني التهنئة هنا اذ تتقدم غزة الى الشعوب العربية الأصيلة والظمتها ايضا بأجمل التهاني ووالتبريكات بحلول عيد الاضحى المبارك قبل ميعاده بقليل
كل عام وانتم صامتين

Hedaya Al Haj said...

أخي جهادي،،

ايماننا بعدالة قضيتنا هو مربط الفرس الآن.. نحنُ كذلك ولكن قد نواجه قوىً واهية قد تكون داخلية كذلك لزعزعة خطانا عن الطريق السويّ القويم ..

ولكِن طالما هنالك فكر كفكرك وعقل كعقلك وعقل غيرك من الشباب الفلسطيني المتفتح .. فالأمل قريب جدا ..

آمنتُ بمقولة :
" النصر صبر ساعة "

ولكنّي الآن أضيف :
" النصر ثورة ساعة يضا "

وماأخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وقوة أكبر أيضا ومنظمة كقوة اليد الطامعة التي أحدثت هذا السبب ..

أخي جهادي،

تحيّاتي لكَ

Hedaya Al Haj said...

صديقتي روري ،

ربَّما قد أغبطُكِ قليلا فأنتِ هناك في القدس .. ولكنّي اكادُ أرى ذاتي هناكَ أيضا ..
أكاد أرى نفسي ألهو مع صديقتي الجديدة التي شاءت الأقدار ان نلتقي في اللالقاء.. أن نتحدث ونتسامر من غير أن نفعل ذلكَ أصلا ..

صديقتي ،
وقد قلتُ سابقا أيّام الحصار الأول ..
غزَّة يا وجعَ العُروبَةِ وهي تستيقظُ على بقايانا ..
يمكنُكِ اقتباسُها أيضا .. ولكن لن نعول أبدا .. لن نعول..
سنغضب بكل ما اوتينا من قوَّة لذلكَ ..

صديقتي ،

تحياتي لكِ..
ودمتِ كما أنتِ\\

Hedaya Al Haj said...

صديقي " متشرّد":
صباحُنا ومساؤنا .. يومُنا وغدُنا .. زهر لوز ابيض..
أتدري،
هنالك أيضا تدرجات أخرى للزهر .. هنالك أبيض مائل للأحمر .. وآخر مائل للاخضر .. وهناك بجانب سور المدرسة أشجار مائلة للزهريّ..

لم أمل ولن أمل في الحديثِ عن زهرِِ اللوزِ

لقد بتُّ أشعرُ بكل شيء فعلا .. ربَّما قد قرأتُ ردَّكَ لحظة ان نشرتُ حزني المبعثر هذا ..ولكنِّي كنتُ أعلم جيَّداً بأنّكَ مثل بقية الأبطال اعتدتَ عدمَ الخشيّة .. فلا شيء يرهبنا الآن لا شيء مطلقا .." آسفة لأني أدرجتُ نفسي معكم " ولكني أتمنى ذلكَ فعلا ..


نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
ونزرع حيث أقمنا نباتاً سريع النمو ، ونحصد حيث أقمنا قتيلا
وننفخ في الناي لون البعيد البعيد ، ونرسم فوق تراب الممر صهيلا
ونكتب أسماءنا حجراً حجراً ، أيها البرق أوضح لنا الليل ، أوضح قليلا
نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا


اذا ما استطاعت الينا سبيلا ..

أتذكر مقولتي تلك التي اهديتها لصديقتي " روري " نحيا لنموت ونموت لنحيا من نحبُّ .. هي ذا حياتنا وفي جنباتها تتسلل الينا الحياة ..

سعيدة انا بانضمامي لقافلة " وطن " راسمي الابتسامة على شفتكَ.

تحيّاتي \\

Hedaya Al Haj said...

صوت من مصر ،

دائما يأتي تعليقُكِ حلوا كحلاوة المصريات الريفيات ..
هو فعلا كذلكَ
انتظر ويأتي بعد الانتظار وان لم يكن طويلا ..

وطني ، وطنك، وطننا .. لن تغير من الضمائر المنفصلة هذه من حقيقة كوننا واحد شيئا ..
نحن واحد
تجمعنا ولن تفرقنا العروبة ..

أنا في مرحلة بحث عن ماضيَّ الآن لذا لم أحبذ فكرة المستقبل هذه..

تحيّاتي لكَ

Hedaya Al Haj said...

صمودي،،

الأولى لو سألنا ماذا قبل
وماذا خلال

ومن ثم ماذا بعد؟

صديقتي

صدقا انا لا أعلم الاجابة

وصدقا سؤالك يخزُّ بايلام على ثنية من ثنيات قلبي ..

صدقا هو كذلك\\

Hedaya Al Haj said...

أخي " لاجيء الى متى "

منذ أصبحتَ لاجئا الى متى ، وانا اهنِّئ عروبتي بعيدِ الاضحى هذا الذي لم يفارقنا يوماً ..

كم هي صعبة هذه الحقيقة وكم نحن متغابون لتغاضينا اليومي عنها ..

كل عام وهم صامتون ..
وكل عام ونحن صامدون ..
\\
نقطة

انتظر أسطرا هذه المرَّة \\

فلسطين said...

غاليتي عروبة:
جميل جدا ما خطته يداك ...انت دائما تبهريني بما تكتبين..
أما بعد:
اليوم هو اسوأ يوم مر في حياتي ...لقد كدت ان اتفجر غضبا على اولئك الذين يرون ما يحدث في غزة ويقفون صامتون....وعندما اردت ان افعل شيئا من اجل غزة وهو الشاركة بالمظاهرة التي حدثت ظهر اليوم فاتني ذلك الحلم الذي كنت احلمه منذ بدء الاحتلال...في تلك اللحظة ازداد غضبي بشدة ...وعندما دخلت البيت هممت بالبكاء بيني وبين نفسي على امل ان يكون الغد افضل...


تحياتــي

صوت من مصر said...

عروبه بجد
انا مش فاهم انتى ليه بتكلمينى بصيغه مؤنث مع ان صورتى موجوده
وتانى حاجه انا مش ريفى انا مولود فى القاهره واسمى محمد كمال

EGYPT EYES said...

عزائي الشديد أختي الغاليه واسفي لما تلاقونه من خسه وحقاره من الصهاينه كم كنت اتمنى أن يكون بيدي ماهو أكثر من الأسف و العزاء حتى اقدمه فداء للعزيزه فلسطين ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل في الظالم والخائن

Hedaya Al Haj said...

صديقتي " فلسطين"،

سيكون الغد أفضل ، ظلِّي على يقين بهذا صديقتي ..
ان كُنَّا قد فوتناها فأمامنا ألف ألف طريقة لايصال صوتنا ..

ولا داعي أبدا لأن نصرخ ..!! فلربما سُمِعنا من دون الصراخ ..

صديقتي أطلقي العنانَ لدموعكِ ولا تحجزي شيئا من ذانكِ

واحزني بكل ما اوتيت من قوة للحزن ..

صديقتي ،

تحيّاتي لكِ\\

Hedaya Al Haj said...

أخي " محمد كمال"":
آسِفة جدَّا جدَّا على هذا اللُبس والذي ما هو الا لُبس كيبورد ..

اعذر سذاجته .. واعذرني لأني لم أكتشفها ..

أخي،

لم أقل أبدا بأنكَ ريفيّ جُلُّ ما قلتُه أنَّ تعليقكَ دائما يأتي حلوا كحلاوةِ الريفيات والتي أرى بانهن حلوات ..

" على فكرة اذا كان الريف عندكم هي القرى عندنا فأنا ريفيّة وبفخر أيضا "

تحياتي لكَ \\

" اعذرني مرَّةً أخرى "

Hedaya Al Haj said...

ejypt eyes

آآآآآآه ، كم أبغضُ كلمةَ عزاء هذه ،ألا ترى بان الوقت لا يزال باكرا عليها

لا هو ليس باكر بل أن العزاء لن يحين أبدا فنحن منتصرون الآن رغم ذلك كلِّه .
منتصرون بصمودنا الاسطوريّ ..
الذي يؤكِّدُ لنا بأن ما من شدِّة الا ولها رجالا أشدَّاء يستحقون بجدارة هذا الثرى ..

أخي ،،

سرّني مرورُكَ\\

watan said...

عن أي عصافير أتحدث ؟؟... حقيقة لا أملك إجابةً .. وحقيقةً أيضا لم يتبقَ في المساحةِ من تعريف شاف للحقيقةِ


بلا هنالك من لمساحة ما يفيض ذاكرة وحنين ... وحقيقة


عصافير ...؟
أتكون تلك التي تزقزق في داخلك توقا للحرية


أتكون تلك المسماة " مجازا" فلسطين ؟؟

Hedaya Al Haj said...

لم اعد اعير ذلك الاهتمام لتلك المصطلحات ايضا ..
فلتسمى ما تسمى ..
ولكن يبقى موقعها هو ذاته ..

صديقتي ،
هي ذاتها تلك العصافير التي تملا اشجار السرو

لا زلت اتذكر ذلك الاصفر ..

تحياتي لكِ

صفا حجه said...

عروبة...تنتابني في هذه الأيام حمّى زهر اللوز ..لم اكن ادرك ماهيته في نفسي الا هذه الايام و في هذه الفترة التي تمر بها بلادي..عذرا منك اذا لم تسعفني كلماتي فهي في هذه اللحظه كزهر اللوز المائل الى الحمرة..سعيدة بكلماتك

صديقة لك اقبليني عروبة

Hedaya Al Haj said...

صفا حجة ..
آمل ان تعتبريني أنا طذلك صديقة لكِ دائماً..

أما بالنسبة لحمّى زهر اللوز .. فأراها تجتاح كل من بدأ يعشق سحر الارض ..
مؤكد أن هذا التفسير منطقي

سررت بكِ