Wednesday, April 30, 2008

نيسان\30 يوم الزيتون الفلسطيني






لأن لأمي يومٌ ، كان لا بدّ من يومٍ لكِ ، لنحتضنكِ بعد طول احتضانكِ لنا ، ولأنكِ استثنائيَّة فيومكِ سيكون استثنائياً كذلك ،
30\ نيسان من كلِّ عامٍ ..
نلتقي في حبِّ الأرضِ ، نلتقي لنعبثَ بخصلاتِ شعركِ المنثورةِ حبَّاً حارّاً ، زيتاً برَّاقاً يضيء ما استعصى علينا رؤيتَهُ ..
قالها يوماً قائدنا الراحل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة \ نيويورك لأجل السَّلام (1) والحريَّة : "أتيت حاملاً غصن الزيتون بيد، وبندقية المقاتل من أجل الحرية في اليد الأخرى، فلا تدعوا غضن الزيتون يسقط من يدي".
هي ذي الحياة ، وهو ذا نضالنا من أجل البقاء ..

30\ نيسان من كلِّ عام ..
فلنزرع أخريات، ولنهيّئ لأخريات سبلاً وأروقة للراحة كما فعلنَ لأجلنا ، فليمتزج عرقنا بجذوعها ولنبنِ مجدَنا بعزائمنا التي لن تنقطع ..
الحديث أعلاه ..وجدته في مسودة المدونة بتاريخ 30\4\2008..ولأسباب نسيتها لم أنشرْه.فآثرتُ نشرَه اليوم وبنفس تاريخ المسودة
*************************************
قبل سنة من الآن ،.. تعاهدتُ وصديقاتي على احياء يومنا هذا ،..بدأت الفكرة سريعاً ..ونمتْ أسرع ..
ولسبب أكبر من ابتسامة فطريات طفيلية على رِجْل مصابة بالقدم الرياضي(2).. كان لهذا اليوم أن لا يكون هذا العام ..
****************************************
(1) اذا أكثرت جدال أحدهم ..عدْ له بعد عام فلربما بات يؤيدُكَ..
(2) ربما تكون الكناية أهم بكثير من المكنَّى..

Thursday, April 24, 2008

اطلبوا العلمَ ولو مشياً على الأقدامِ


نحن شعبٌ من أغربِ الشعوب ، يوماً نطالب بشيء ، في اليوم الذي يليه مباشرةً نطالب بآخر لا لشيء بل لأنَّا لسنا بقوة طالبي الحقوق الذين ما ضاع لهم حق ، لا والأمر لا يقتصر على هذا فقط بل ترانا نطالب على كافة الأصعدة لدرجة نبدأ بالمطالبة بتفاصيل ضيعناها فقط لنظهر بمظهر المطالبين ..
طَالَبَ – يُطالِبُ – فهو مُطالِبٌ – لا يجدُ مطالَباً..
وصلتُ لحقيقةِ أني أبغض تركيب هذه المفردة ، ولكن " مجبر أخاكَ لا بطل " ، فلنعوض عنها إذن بــ" مجبر " ..
في نهاية المطاف هذا اخترنا أضعف الإيمان ألا وهو أن " نتعلم " ، ونحمل راية العلم خفاقة في سماء الوطن وما إلى ذلك من شعارات ، ولكن تجيء دائماً تلك المنغصَّات التي تعرقلنا ونحن في نصف دربنا لنسقط وتغطى وجوهنا في الطين فلا يكاد أحدنا يبصر أبعد من طريقِ العودة ، في هذا العامّ كانت هذه المنغصات نوعية لحدّ أنَّا أصبحنا نحن أنفسنا نبحث لها عن مسميَّات لأن تلك المسميات الباليّة القديمة ما عادت تفي بالغرض ولأنا بتنا أولاد اليوم ولا يجدر بنا النظر إلى الوراء – على أية حال كنا سنتلقى صفعة من مجهول إن فعلنا - مللت الحديث عن الصفعات وهذا ما لا أود الحديث عنه اليوم ..في هذه الأيام معظم مدارس قطاعنا المحاصر تعاني من مشكلة عدم قدرة المعلمين على الوصول لاماكن عملهم بسبب نفاد الوقود ، لا ونرى بأن هنالك من طبَّقَ عبارة " الحاجة أم الاختراع " حيث نرى بأنهم باتوا يجربون حظهم في استخدام زيوت الطبخ في تشغيل الآلات والمراكب ،، وان أثرى ذلك شيئاً ماذا ستفعلون والطعام أيضاً قد سلك سلوك الوقود؟؟ ، لَم يكفه الآخر ذلك بل نراه مصمما على خوض اللعبة باتقان ، غارات هنا وأخرى ، تلك الزيتونة تعني الكثير لـ"أبي علي" فلنقلعها، (لا وجود للبقاء ولا بقاء للوجود)، كل هذا سيكون كفيلاً بزعزعة أية فكرة في المواجهة ، وسيكون خيار الانزواء بعيداً ، وانتظار ما سيبوح به القدر خياراً أمثل ولا سيما وقد جاء قبل واحد كان قد سمي بــ " كن مستضعَفاً تكسب ما شئتْ " ..
استوقفني اليوم ، البارحة لا بل وبات كل يوم استغاثات ذلك الغربي مدير وكالة الغوث و تشغيل اللاجئين الانروا" جون كنج " الذي لم يتوانَ لحظةً عن إرسال برقيات الاستغاثة عبر التلفاز للعالم ، حتى بت أشك في ماهية هذا العالم المخاطَب ، يحاول – أخونا بالله – شأنه شأن سائر أولئك الذين يعشقون اختلاق مشهد تكون فيها العروبة نائحة ترثي حالها ، وتستغيث بالآخرين ، لأنها تدركُ جيِّداً بأن مصطلح الآخر باتَ يضم أبناءها كذلك الذين صكوك عبوديتهم للآخر جعلتهم آخرين بنظرها..تلك الوكالة التي أقيمتْ لتمدح جروحهم ، هي الآن تقف صفر اليدين وتقول لهم ،:" لم يتبقَ من شيءٍ قادر على سَدّ جوع غربتكم في الوطن " هم الآن كذلك يدركون كما كانوا قبلاً بأن الحقيقة أقوى من أن تمدَح وأن الوطن باتَ أبعد من ذي قبل ....
" عــــــــــروبة الواقعيَّة "

وشوشة بعيداً عن الواقعيَّة :
( سَِئمتُ حفلات التهريج المسمَّاة " مفاوضات " .....هل يسمحون بإدخال "غلن" بنزين لبيت أم سعد الغزيَّة فـ"سعد" اعتزل المقاومة وأصبح سائق تاكسي؟؟ )



Thursday, April 17, 2008

لِلَيْلِ رائِحَتُه

يتدفق ذلك السكون من هناك، إلى حيث نرمي بأبصارنا بعيدا لتحتضن أبعد بقعة لا نراها، رغم ذلك .."نحن نراها " !!! ،هنيهة ثم يلامس السكون أحلامنا ليحيط بما حولها برفق ، عليها أن تبقى ؛لنبقى ،تتحرَّكُ أصابعي بطريقة أتمكَّنُ من خلالها من تشكيل ملامح وجوههم ، تلك البقعة السوداء لا بد وأنها تسامر آخرهم، تحدثه عن آمالها في البقاء بعد رحيله ، يخبرها بأن رحيلهم ليس برحيل أبداً ، فلا يزال هنالك يفترش الأرض ويخط بإصبعه النحيلة على التراب حكاية عشقه لتلك النسمة التي رحلتْ ولم تعدْ ، ُأكملُ ما بدأتُهُ ولا تزال أذناي مرهفتان لحديث السكون الذي لا آخَر له .
قالها مرة :
" الليل لنا ، وقد فشلوا بترويضه ، الليل ثائرٌ!!!! "
يخلعون إنسانيتهم لدى مصافحتهم لجبروت الشمس ، يحاولون البحث عن إنسانيتهم المخلوعة ، بين جنبات سكونه ، فيتعثرَّ بعضهم بالآخر إلى أن يدركوا حقيقةَ أن العراةَ لا يبصرون إلا عريهم وأن أثوابهم تلك قد منحها الليل لمن سيصقلونها قالباً واحداً مع جسدهم المليء بندوب وحشيتهم ، لذا يتكعبلون هناك في تلك الزاوية الأشدِّ حلكةً ويبدءون كعادتهم –كل سكون- بخياطة أثوابهم ، وتتسَّلى تلك المعدنية بوخز أصابعهم ولكن كالعادة أيضاً لا دماء تُذرَف ولا ألسنة تبصر أبعدَ مما يصبرون .
لليل رائحتُه ، زارتني ذات ظلامٍ ولا تزال تعشش فيَّ ، أنا الآن قادِرةٌ على استشعارها أنقى من نقاءِ اللاشيء ، رائحة ساكنة بجرس لا يماثل الأجراس بشيء ، جرس رنان عذب برائحة نقية ، وأنا منتظرة مزاعمهم في بث روائح تفاصيلهم الجنونية بمنطق ، ولكن ما من قوة قادرة على جعلنا لا نستشعر ما لا يستشعرونه ، وما من قوة أيضا قادرة عن الحديث عنا بصيغة " هم " ، فنحن " نحن " وسبيل "هم" قد تركناه مذ حلَّ الليل ..
وعد :\\
سأحاول أن أظلَّ أتشبثُ بالأرض إذا ما حاولت الشمس إقناعي بعدم جدوى حربي هذه .

Monday, April 7, 2008

(وَ يَمضِي يَوْمٌ آخَر(4


ولأنه كان آخَر ، كان كبقية الأيام التي يعيشها أي شخص اُختِيرَ ليعيش أسطورة التاريخ هذه ، ستتناقل ألسنة أحفاده الحديث عنه ، كانَ هو ..
كوني أعيش في قرية تبعد بضع كيلو مترات عن نابلس لم يعفني من استشعار حلاوة تلك الليلة التي تسبق زيارة المساحات ، ففيروس الاحتلال المنتشر هنا وهناك في طريقنا إلى نابلس يظلُّ دائماً – لا يجعلنا نعطِسُ قرفاً فحسب – بل يجعل منا أغراباً في أرض لم نكن يوماً فيها إلا ثراها ..
أمامَكَ خياران إما سلوك طريق حيث تواجه فيه هذا الفيروس وجهاً لوجهٍ ، وهو ما يسمَّى بــ"حاجز بيت ايبا " نسبة الى بلدة بيت ايبا الذي اقتطع هذا الحاجز جزءاً من أراضيها فاصلاً هذه البلدة عن بلدة " دير شرف " ، فتكون بذلك زيارة أخوتِكَ الذين يبعدون عنكَ مسيرة أمتارٍ ، عملية تستدعي منكَ أن تعدَّ لَها كلَّ العُدَدِ ..
والخيار الآخَر ليس بأفضلَ كثيراً ،، ولا سيمَّا وأنت به تكون مضطراً الى الدوران 360 درجة حول " نابلس" ..بدءاً بقريتي سبسطية .. مِن ثم " اجنسنيا " .. فـ " عصيرة الشمالية " .. وبعدها " طلوزة " .. حيث تستقبلك وتودعكَ بصور " ابو علي مصطفى " التي ملأت كلَّ واجهات البيوت التي لا تتجاوز المئة ...بعدها يتحتم عليك المرور بــ" وادي الباذان " .. منعطفات وتعاريج طويلة تفصلك عن عسكر ، فمخيم عسكر .. وأخيراً .. ابتسم قد وصلتَ نابلس سالماً ..
اخترتُ اليومَ الخيارَ الثاني لسلامته .. ولسببٍ آخَر ، هو أني لن أكون مضطرةً الى مواجهةِ جنديٍّ وجهاً لوجهٍ قد يسألني عن اسمِي ، وقد لا أجيبه ، وقد " أيضاً " ..أشهر اسمَ عروبة سلاحاً حادّا في وجهه ..لأن الشمسَ كانت معنا ، ولأنا كنّا معها كذلك كانت طريق الذهاب ميسرة الى أبعدِ حدود .
ولكن لكي تعيش الأسطورة جيّداً عليكَ أيضاً أن تعيش كل تفاصيلها .
في العودة ، اخترنا الطريق ذاته ، ولكن نظراً لتفاصيل هذه الأسطورة ، وقفنا وجهاً لوجهٍ أمام حاجز كان أشبهَ بأفعى متلويّة ، طويلة ، تجتثُّ من دمائنا كي تصل أحلامنا – ولكن عبثاً تحاولُ ذلك - .. حاجز في " الباذان "..آخَر في " طلوزة "...واحِدٌ جديدٌ في " عصيرة الشمالية " .. وأخيراً على مشارِف حارسة أحلامي " سبسطية " انتظرنا واحِدٌ أخير ...في كلِّ تشغيل- إطفاء .. محرك التاكسي ، يتم تشغيل- تشغيل كرهنا اللامنتهي لتلك الحشرات الطفيلية ، ياه كم يظن نفسه قويا وهو متمسك بذلك السلاح الفارغ مضمونا، ظنا منه أنه به سيحقق أسطورته الشخصية ، أمام فئات عزَّلٍ في نظره ، مسلحين في نظر أنفسهم ، وهل هنالك أقوى من أحلامنا سيفٌ نمتشقه في وجوهِ الآخَرين ، عَلِمنا من حديث سائقي التكاسي أنه يفتشون عن مطاردين ، لِذا فتش كل منا نفسَه جيِّداً ، تذكر آخر شيء فعله ، قاله ، .. الأغلب تنفس الصعداء ، فلم يفعل أي منا شيئاً غير أنه قد مشى الحيطة الحيطة ، وعاد الحيطة الحيطة ..." نظرت لذاتي تلك النظرة الفوقية التي ترى منه كائناً لا يستحق العيش ، فللعيش هنا شروط .. على الجميع الالتزام بها ..!!

سيطولُ الحديثُ عن أيّام أُخَر ..
والى الحديث الآخَر ،، ظلّوا على ثقة بأن عروبة لا تزال تتمسكُ باسمِها وحتى نظرتها الفوقيّة لتلك الحشرات ، هي بذاتها تصرخُ بعروبة ما بعدَ الرقودِ ..

Wednesday, April 2, 2008

سَئِمتُ الرّقاد

أقفُ مشدوهةً أمامَ المساحات الواسعة التي يتحتم عليَّ قطعُها ..أؤثِر التوَّقُفَ عن ذلكَ كلِّه لدى إدراكي بأن ما من شيء يكمُنُ في انتظاري هناكَ ، وان كان سابِقاَ كلَّ شيءٍ ..
يعَلِّمُنِي شموخَ الشَّمس قبل قراءةِ الكتبِ ..
وبعد،؟
ما هو ذلكَ الشيء الذي قَد أجنيهِ من هذا الشموخ، لا شيء غير ركودٍ في انتظار من لَم يتعلَّم بعد فنَّه ، وقتها سأشعرُ بأنِّي أقدمتُ على فعلٍ قد أستحقُّ عليها ابتسامةً – وان كانت عَطفاً- .. لا وجودَ الآنَ لكومةِ المبادئِ التي كوَّمت نفسَها بنفسِها لتحجز عنِّي استنشاق هوائِهم الذي أحلته بيدي هاتين إلى أنموذجٍ فريدٍ من نوعِه على النقاء والفردية ، أيَّةُ فرديَّةٍ هي تلك التي تتحققُ معهم ، وأي نقاءٍ هو ذلك المشوهُ بتفاصيلِهِم العملاقةِ التي تغيِّرُ من الحقائق لتحيلها الى محض ادعاء وجودٍ كاذبٍ في اللامكان ..

******************************


" أتطلع الآن على ذلك الجُرم الذي اقترفتُهُ أصابعي بمشاركةٍ مسيَّسةٍ من الكيبورد … تكادُ تلامِسُ زِرَ delete ولكِن سُرعَان ما أتوصل لقرارِ أن أمنح هذهِ الخربشاتِ أملاً باهِتاً في الحياة ...لِمَ لا وأنا الآنَ حيّةً .. ولا أرى في نفسي فضلاً عليها ، فلم أتعدَّ كوني مجرَّد خربشةٍ معها ....وأكمِلُ .."

******************************


- حاسّة وكأنّا بنابلس ..
- أنا حاسّة انه احنا بـ "دوّار الرحمة" .
- ووين هذا دوار الرحمة .
- مش سامعة فيه؟...." ولا أنا " .. بس أكيد فيه بمكان ما دوار اسمه دوار الرَّحمة ..



*******************************

جميلٌ أن تكونَ كائناً آخَر ، ولكِن ..

ولكِن من الأجمَل أن تبنيَ بحلمِكَ الآخَر توأمين روحيين .. هما أرضيان ولكِن بعيداً عن الواقِع .. وبعيداً عن تفاصيلهم العملاقة تلكَ ..
- سَئِمتُ الرّقَاد ..!!