Tuesday, December 23, 2008

فضفضة مجرّدة


هل يتحتم على كل فلسطيني في الضفة أن يرمي جزءاً منه هنالك في غزة حتى يعيش المأساة ، حتى يدرك الكم الكبير من اللاحياة القابع هنالك في انتظار أدنى خطوة ممكنة حتى لو كانت حركة خفيفة يديرها شخص ما في نهاية سهرته الهوليودية يمسك بـ " الروموت كنترول " يحركه على محطة فضائية\\ ربحية بلا شك\\ ليرى كم نحن نعاني هنالك ..يبتسم في قرارة نفسه وينظر الى مسبحته الثمنية التي جلبها أحد اصدقائه من الحج ،ويقولها بجشع :
" قوم كفرة .. سمعتُ أحدهم اليوم يقول بأنه قد كفر بكل شيء الا بغزة والليل .."
قد يكون الجوعُ كافرٌ ، ولكن الشبعَ أشدُّ كفراً ، والأرواح العطشى تعيش لتروي ظمأها ، أما الظمآنة من وِرْدِ غيرها فتلك ستظل تشرب وتشرب حتى تنتفخ وبدبوس تنفجر وتملأ الأرجاء " استعارة مكنيّة .. وقد يعترض البالون "
أحيانا كثيرة أنسى هذه الخطوة الصغيرة الوحيدة ،.. فأصحو فزعة لأستكشف هل متُّ أم لا ، أو انام بقلق على أني لست بذي الأهمية كي يبثوا خبر وفاتي علناً ،.. على كل عندما سأموت سأعلم ذلك ولو بعد حين..
لا أدري لماذا اكتب الآن ؟
ومن سيقرؤني حتى ؟
وهل ما فيّ قادر على الخروج مني ؟

كل ما أدريه في هذه اللحظة أنه رغم كون دمعتي عزيزة عليّ ، رغم ذلك كله الا انها غالبا ما تخرج بسرعة أحيانا أبكي قبل أن أشعرَبسبب البكاء ومن ثم رويداً رويداً أدرك لماذا بكيت ..مم ..قد يكون السبب هو ان الغدد الدمعيّة تستجيب لايقاع خفقان قلبي قبل استجابة مناطق التعلم والادراك في مخي \\ سأخرج عن صلب الموضوع لا علاقة لأحد بذلك\\ ..وليس السبب بطبيعة الحال ما قلته سابقا في كوني معنيّة بقوة على أن تبقى بصيرتي متفتحة وأن لا يحول حجز دمعتي بيني وبينها ..

نصيحة لمن ينام ويشخر ويصحو وكأنه اقترف ذنباً
عليك أن تتنفسَ غزة فحسب ، ريحُها طيبٌ..

3 comments:

Anonymous said...

إننا نبكي يا صديقتي لأن ليس هناك أجمل من الدمع يطهر القلب و يغسل الحقد و يعيد للنفس صفاءها و ألقها ، إننا نبكي لأننا في النهاية بشر و لسنا أصناماً ، و لأنه عندما تبكي السماء يزهر الشجر
لفلسطين أمي و لابنتها غزة و قد أضناها الحصار سلام و أيقونة صلاة عسى أن تشرق الشمس

عَوسَجْ said...

أكفر بكل شيء .. إلا غزة والليل

..

عروبة ،،

شكراً لـِ عويلكم !

نسيـــــــان said...

اصرخي اكثر عروبة