Wednesday, December 17, 2008

(لأجلكِ جولانَنَا الطيّبة (2

لسنا هنا لكي نعترف بذنب اقترفناه أو بذنبِ قد اقترفنا ،..فالاعترافات وان جاءتْ مبكرة ما هي إلا تقمص لدورِ صعب على مثلنا أن يعيشه !!
لأن أولئك الذين يعترفون بذنوبهم أو بذنوب غيرهم غالبا ما لا يكفرون عن هذا الذنب بدعوى أن الاعتراف كفيل بالتكفير وبمحوِ أي وصمة عارٍ قد وُصِموا بها جراء ذنبهم هذا ، نحن نختلف ونتشابه كثيراً ، ولسنا نملك الضعف لكي نعترف ، نعلم بأن بوسعنا فعل ما هو أكبر بكثير من اعتلاء شاشات التلفزة و تضييق الخناق على الناس حتى في تلك الأوقات التي يبغون فيها الاستجمام لا أكثر ، يعيدون الاسطوانة ذاتها على المسامع ذاتها مع اختلاف طفيف في أن تلك المسامع قد باتت أكثر تحجّرا لإيقانها بأن الاسطوانة قد تلفت ولم تجدْ من يرقص على أنغامها ..
"نحن" \\ وأنا أقصد بقوة ضمير المتكلم الجمع، لا لعشقي الطفولي له ؛ ولكن لحاجتنا الماسة لقول كلمة جماعيّة تخرج من أفواهنا إلى آذاننا مباشرة\\ بمقدورنا المضيّ قدمنا وسرد نوادر السنين الخوالي على أنها هفواتٌ لا أكثر ، لم نكنْ أقوياء ( علينا أن ندرك ذلك) لم نكن كذلك ، إدراكنا لهذا بوسعه أن يجعلنا نقوى ونقوى ونسترد بقوة ما أخذ منا في لحظة ضعف ..
يقولون بأن هذه الذكرى كفيلة بأن تعيد الجولان إلى الساحة بين سنةٍ وأخرى لنعد كم دفعت لقاء ضعفنا وهواننا وكم بقي عليها أن تعاني حتى نستفيق على حقيقة انه ما من شيء قد تبقى لنا ،.. القضيّة ليستْ سوريَّة فحسبْ ولن تكون كذلك ،.. فالأمر الذي يجعلني أرى من فلسطين كل ربعٍ ينطق الفصحى هو ذاته الذي يؤكد لي على حقي في ثرى الجولان ، تعداد الحقوق لن يجدي نفعا ، سيما وأنّا سرعان ما نركن إلى زاوية عندما ندرك حجم المسؤوليات الموكلة إلينا سواء أكانت خاصتنا أصلا أمْ كانت لآخرين أعلنوا فشلهم ، أو لآخرين لم يعلنوا ذلك وبقوا يستمتعون بالمدح على حساب شيء لم يفعلوه ولن يكون لأمثالهم المقدرة على فعله ..
عندما كنت صغيرة وكانت تترد " الجولان " على مسامعي كثيرا ، لم أكنْ أعي ماهيتها ورغم حبي الطفولي للاكتشاف فقد آثرت في تلك المراحل أن تظل المفردة تحمل شيئاً ما خفيّاً ، لا يجدر بالجميع معرفته ، عندما كبرتُ و وُلِدتُ ثانيةً ، اكتشفتُ بأن ما من شيء قد تغيّر ، فالجولان ورغم اطلاعي الواسع عليها ، إلا أنها لا تزال تحمل ذلك الشيء الخفي ، ولا تزال محرّمة على كثيرين ، والقوة هي الشيء الوحيد الكفيل بفتح الستار ومعرفة مكنونها ،..
لا أجيد الحديث في السياسة \\ أعلم قلت ذلك مراراً\\ و لا أجيد كذلك استثارة الهمم ، فكلٌّ يستثير هممه الذاتية بنفسه ، وان الهمم المستثارة خارجيا أعدها مجاملة لا تليق بمحضر الثرى .. وأعلم أيضاً بأني سأكون كما الذين سبقوني وكما الذين أنعتهم "بقاتلي الكلمات"أولئك الذين يقتلونها عندما يبقونها حبيسة الأوراق ولا تخرج للعيان إلا لتُقرأَ ، في حين نحن بحاجتها لتطبّق على أرض الواقع ، فالكلمة تُقال للفعل ..لا الفعلُ يُقال للكلمة .. ولستُ كذلك أخرج عن لب الموضوع كالعادة ، فكل شيء بات متشابكا والفصل هو الضياعُ بعينه ، فالحديث عن المفقود يستوجب علينا أن نتحدّث عن سبب الفقدان ..

سأظل في القرب كذلك ..>>>>>

2 comments:

Unknown said...

مرحبا عروبة كيفك
بصراحة مش عارف كيف عندكم القدرة انكم تدونو للجولان
انا لفلسطين مش قادر ادون
وصار التدوين شي بالاساس فارغ من مضمونو

Anonymous said...

مساء الزيتون و السنديان
و الله لست أدري كيف ألملم فرحي عن صفحاتك التي تنطق بالأمل ، ربما أنا حزين لأني لم أتعرف إلى هذه التدوينة من قبل و لكنها منذ الوم ستكون مقصداً دائماً لي أنا العربي يا ابنة الجولان
سلمي لي على نابلس جبل النار ، على أهلي الصابرين
بلغيهم أنهم ما زالوا في قلوبنا و سيبقون إلى الأبد
يا شعبي يا عود الند
يا أغلى من روحي عندي
إنا باقون على العهد
أخوكم حنظلة الزمن العربي