Sunday, February 28, 2010

يومُ أحدٍ أزرقْ


تجلس المرأة في أغنيتي
تغزل الصوف ،
تصبّ الشاي ،
و الشبّاك مفتوح على الأيّام
و البحر بعيد ...
ترتدي الأزرق في يوم الأحد ،
تتسلّى بالمجلات و عادات الشعوب ،
تقرأ الشعر الرومنتيكي ،
تستلقي على الكرسي ،
و الشبّاك مفتوح على الأيّام ،
و البحر بعيد .
تسمع الصوت الذي لا تنتظر .
تفتح الباب ،
ترى خطوة إنسان يسافر .
تغلق الباب ،
ترى صورته . تسألها : هل أنتحر ؟
تنتقي موزارت ،
ترتاح مع الأرض السماويّة ،
و الشبّاك مفتوح على الأيّام
و البحر بعيد .
...و التقينا ،
ووضعت البحر في صحن خزف ،
و اختفت أغنيتي
أنت ، لا أغنيتي
و القلب مفتوح على الأيّام ،
و البحر سعيد ॥
محمود درويش

Sunday, February 21, 2010

19

\21
one more step

Sunday, February 14, 2010

Satisfied


"دعيني في عيد الحبّ ،أكرهكِ ،بشيءٍ من الحبّ"

Monday, February 8, 2010

ثقافة

لكمْ يا من تلعقون أصابعكم كلما صافحتم صفحة في كتاب !

عندما نسهب في البحث عن شيء ما ، ونجده .. ننسى في لحظة أنَّا كنا نبحث ، ونضيع هنيهات ساعية ، في فتح هدية القدر هذه ، يمضي الوقت قبل أن ندرك بأن الهدية فارغة ، وأن القدر ما هو الا حصانٌ كُسرتْ ساقه ، فأحيل للتقاعد الاضطراري ..
ترهقني عمليّة تكوين مفاهيم ونسخها وأدلجتها في أطر قابلة للبت على أنها صالحة لي وصالحة لمتطلباتي الآنية ، قد يكون الارهاق شيئاً حتمياً اذا ما انتهى به المطاف الى نتيجة تستحق ولو قليلاً مما بذلناه ، ولكن أن يكونَ " اللاشيء " حليفنا الشخصيّ فهو ما يجعلني عود ثقابٍ مبتل بفعل منخفضٍ غابر ..!
عدّة مشاهد تحاصرني ، تطرق سدادة رأسي وتحاول اخراجي من صمتي لأقول ولو شيئاً لذاتي على الأقل..، بحثي الدؤوب عن منبع قريب للثقافة كان دائماً يواجه الكثير الكثير من الطرق المتعرجة والالتفافات السرابية ، في كل لحظة أخال ذاتي بأني سأحط الرحل لأستريح وأنهل القليل ، يحثني شيء ما على المتابعة ، وكأني ما خُلِقتُ الا لأبحث .. القصة بحد ذاتها ليست بذا التأريق اذا ما نظرنا اليها من منظوريّ الشخصي الأقرب للفرديّة المسوّرة، و لكن لأن ثمة وجوه عدّة ، ثمة بقاع أكثر ، وثمّة بحر في زاوية الوطن هذا ينتظرني ، تجتثني هذه الفكرة مني .. وأكتب ،..
اكتشفتُ بأن ما أبحث عنه ليس الثقافة بكل معانيها ، وخطوطها العريضة والمفصلة أيضاً ، انما ما كان علي البحث عنه ، هو تعريف شاف للـ " الثقافة " ، كان هذا سيعفيني جدّاً من مغبة لقاء " ثقافي" ،.. محفوف بدخان أراجيل ، وبضحكات بروجوزاية ، وعلى هامشها سيتم الحديث عن ما يسببه مطرنا الحبيب ، في أهلنا ..أهل الخيام ،..كان هذا أيضاً سيخفف علي وطأة نصيحة أستاذيّة أبويّة في أن أمتنعَ عن قراءة الكتب اللامنهجية ، حتى أواكب الركب .. :" كنتُ كذلك في سنة أولى طب !" ..كان هذا أيضاً سيساعدني كثيراً في التملص من مواجهة سخيفة على أساس :" هيك يعني ،.. أنتِ بتسمعي اغاني ملتزمة !"، ملتزمة بماذا؟ بالضبط ولماذا ؟، ولماذا تغدو المفاهيم أضيق بكثير ، أضيق من ضيقها المعتاد وأضيق كذلك من جداري الفولاذيّ الملتف حولها ،..تضحكني في زاوية ما مفردة " صغيرة " لأن مخلوقاً أصغرودَّ من بعيد أن أبقى كذلك لأني سئمتُ تطابق شفتي معاً .. وفكرت أن لا ضيرَ في قول شيء لن يغير شيئاً.. واذا آثرتُ أن أبقي على أجزائي معاً ، وأصمدُ أمام محاولات عدّة في جعلي أقول فقط لأسكتهم أُتَهمُ غيابيَّاً وحضوريّاً :" أنتِ علمانيّة ؟" ،.. وعندما أصمتُ أكثر :" أنتِ تؤمنين بضرورة فصل الدولة عن الدين ؟" ... يا قومُ اذا ما صمت أحدهم فهذا لا يعني أبداً بأنه لا يدري ما يدور في أدمغتكم أو أنه لا يفهم لغة تخاطبكم الضحلة ، القضية ليست هكذا ، ولن تكون – معي على الأقل - ..القصة يا قومُ يا كرامُ بعد التحيّة والسلام ،.. أنَّ منهلكم طعمه مر ، ويكاد يكون فاسداً جداً ، وقشرتكم الثقافيّة باتت حرشفية أكثر وأكثر وستنقشر عنكم مع شعاع شمسنا الصباحيّة ، غداً أو بعد غد ..
فرديّة المشاهد كل على حدة قلما كانت تؤثر في ، ولكن هنالك دائماً ما يجعلنا نحزم أمتعتنا معاً ونرميها من أقرب نافذة ، فتتساقط على المارة .كل يحظى بما سيحظى به ، ويبدأ قذفنا بعبارات الجنون والمعتهة المستفحلة .. هنالك دائماً شيء ما يبوتق كل هذه المشاهد معاً في أذهاننا .